للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

و (يَقُولُ) جهرًا: (اللَّهُمَّ اهْدِنِي فِيمَنْ هَدَيْتَ (١) أصلُ الهدايةِ: الدَّلالةُ، وهي مِنْ اللهِ: التَّوفيقُ والإرشادُ، (وَعَافِنِي فِيمَنْ عَافَيْتَ) أي: مِنْ الأسقامِ والبَلايا، والمعافاةُ: أن يُعافيك اللهُ مِنْ النَّاسِ، ويُعافيَهم منك، (وَتَوَلَّنِي فِيمَنْ تَوَلَّيْتَ)، الوليُّ: ضدُّ العدوِّ، مِنْ تَليتُ الشَّيءَ: إذا اعتَنَيتَ به، أو من وَلِيتُه: إذا لم يَكُنْ بينَكَ وبينَه واسطةٌ، (وَبَارِكْ (٢) لِي فِيمَا أَعْطَيْتَ) أي: أَنعمتَ، (وَقِنِي شَرَّ مَا قَضَيْتَ، إِنَّكَ تَقْضِي وَلَا يُقْضَى عَلَيْكَ، إِنَّه لَا يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ، وَلَا يَعِزُّ) بفتحِ الياءِ وكَسرِ العينِ (مَنْ عَادَيْتَ، تَبَارَكْتَ رَبَّنَا وَتَعَالَيْتَ») رَواه أحمدُ، والترمذيُّ وحسَّنه، مِنْ حديثِ الحسنِ بنِ عليٍّ قال: علَّمَني رسولُ اللهِ كلماتٍ أَقولُهنَّ في قنوتِ الوترِ، وليس فيه: «ولا يَعزُّ مَنْ عاديتَ»، ورَواه البيهقيُّ، وأَثبتَها فيه (٣)، ورَواه النَّسائيُّ مختصَرًا، وفي آخرِه: «وصلَّى اللهُ على محمَّدٍ» (٤).

(اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ، وَبِعَفْوِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ، وَبِكَ مِنْكَ (٥)


(١) كتب على هامش (ب): قوله: (اهدني … ) إلخ، أي: ثبِّتني على الهداية، أو زدني منها، وهي الدَّلالة والبيان، قال تعالى: ﴿وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾، وأمَّا قوله تعالى: ﴿إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ﴾، فهي من الله التَّوفيق والإرشاد. ش م.
(٢) كتب على هامش (ب): البركة: الزيادة، أو حلول الخير الإلهي في الشيء.
(٣) أخرجه أحمد (١٧١٨)، وأبو داود (١٤٢٥)، والترمذي (٤٦٤)، والنسائي (١٧٤٥)، والبيهقي في الكبرى (٣١٣٨)، قال الترمذي: (حديث حسن)، وصححه النووي وابن الملقن، ولفظة: «ولا يعزُّ من عادَيْتَ» عند أبي داود والبيهقي. ينظر: الخلاصة ١/ ٤٤٥، البدر المنير ٣/ ٦٣٠.
(٤) أخرجه النسائي (١٧٤٦)، قال النووي: (بإسناد صحيح أو حسن)، وتعقبه ابن حجر والألباني فأعلَّاه بالانقطاع، وقد ثبتت الصلاة على النبي في القنوت من آثار الصحابة . ينظر: مختصر قيام الليل لمحمد بن نصر (٣٢١)، التلخيص الحبير ١/ ٦٠٥، أصل صفة الصلاة ٣/ ٩٧٨.
(٥) كتب على هامش (ب): قوله: (وبك منك) قال الخطَّابي: هذا معنى لطيف، وذلك أنَّه سأل الله سبحانه أن يجيره برضاه من سخطه، وهذان ضدَّان متقابلان، وكذا المعافاة والمؤاخذة بالعقوبة، ثمَّ لمَّا لجأ إلى ما لا ضدَّ له، وهو الله ؛ أظهر العجز والانقطاع، وفزع منه إليه، واستعاذ به منه. م خ.

<<  <  ج: ص:  >  >>