للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن الإمامِ، (أَوْ) لِ (طَرَشٍ) أي: ثِقَلِ سَمعِ المأمومِ، (مَا لَمْ يَشْغَلِ) الأطرشُ بقراءته (١) (مَنْ بِجَنْبِهِ) مِنْ المأمومِين، فإن شغَله سكت (٢)، قال في «المصباح»: شغَله الأمرُ شَغْلًا، مِنْ بابِ «نفَع»، أي: أَلهاه. انتهى (٣).

وإن سبَقه الإمامُ بالقراءةِ وركَع؛ تَبِعه، بخلافِ التَّشهُّدِ؛ فيُتمُّه إذا سلَّم (٤)، فإن بقيَ عليه شيءٌ مِنْ الدُّعاء؛ سلَّم، إلَّا أن يَكون يسيرًا.

(وَ) يُسنُّ (٥) لمأمومٍ أن (يَسْتَفْتِحَ وَيَسْتَعِيذَ) في كلِّ صلاةٍ، (وَلَوْ فِيمَا يَجْهَرُ فِيهِ إِمَامُهُ)؛ كالصُّبح، لكن في سكتاتِ الإمامِ، وإذا لم يَسمعه لبُعدٍ أو طَرَشٍ، كما تَقدَّم.

(وَمَنْ رَكَعَ أَوْ سَجَدَ، وَنَحْوُهُ)؛ كمَن رفَع رأسَه مِنْ ركوعٍ أو سجودٍ، (قَبْلَ إِمَامِهِ)، حالةَ (٦) كَونِ الفاعلِ (عَمْدًا) أي: عامدًا؛ (حَرُمَ) عليه؛ لقولِه : «لا تَسبِقوني بالرُّكوع، ولا بالسُّجود، ولا بالقِيام» رَواه مسلمٌ (٧)، وعن أَبي هريرةَ: «أَمَا يَخشى الذي يَرفع رأسَه قَبلَ الإمامِ أن يُحوِّل اللهُ رأسَه رأسَ حمارٍ، أو يَجعل صورتَه صورةَ حمارٍ» متَّفق عليه (٨).

ولا تَبطل إن عادَ للمتابعةِ.


(١) في (أ) و (س): بقراءة.
(٢) في (أ) و (س): تركه.
(٣) ينظر: المصباح المنير ١/ ٣١٦.
(٤) كتب فوقها في (ب): أي: إمامه.
(٥) في (أ) و (س) و (ع): وسنَّ.
(٦) في (د): حال.
(٧) أخرجه مسلم (٤٢٦) من حديث أنس .
(٨) أخرجه البخاري (٦٩١)، ومسلم (٤٢٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>