للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أو مِنْ شُبَّاكٍ (١)، حيثُ أَمكَنَتْه (٢) المتابعةُ، ولو كان بينَهما أكثرُ مِنْ ثلاثِمائةِ ذراعٍ، ولا يُكتَفَى إذَنْ بسماعِ التَّكبيرِ.

(وَيُكْرَهُ عُلُوُّ إِمَامٍ) أي: ارتفاعُه (٣) (عَنْهُ) أي: عن مأمومٍ ارتفاعًا كثيرًا، بأنْ يكونَ (٤) (ذِرَاعًا فَأَكْثَرَ)؛ لحديثِ أَبي داودَ عن حذيفةَ مرفوعًا: «إذا أَمَّ الرَّجلُ القومَ؛ فلا يَقُومَنَّ (٥) في مكانٍ أَرْفَعَ مِنْ مَكانِهم» (٦).

فإن كان مع الإمامِ أَحدٌ مُساوٍ له أو أعلى منه؛ زالَت الكراهةُ، نقَله ابنُ نصرِ اللهِ (٧) عن «المُغْني».

فإن كان العلوُّ يسيرًا دونَ ذراعٍ؛ كدرجةِ مِنبَرٍ؛ لم يُكرَه.

ولا بأسَ بالعلوِّ ولو كثيرًا لمأمومٍ (٨).


(١) قوله: (شباك) هو في (د): شاك.
(٢) في (أ) و (س): (أمكنه).
(٣) قوله: (إمام أي: ارتفاعه) هو في (أ) و (س): إمامه.
(٤) قوله: (ارتفاعًا كثيرًا بأن يكون) سقط من (أ) و (س).
(٥) في (أ) و (س) و (د): يَؤُمَّنَّ.
(٦) أخرجه أبو داود (٥٩٨)، وفيه راوٍ لم يسم، وله شاهد عند أبي داود (٥٩٧)، صححه الإشبيلي والألباني، وأخرجه الدارقطني (١٨٨٢) من حديث أبي مسعود الأنصاري ، بلفظ: «نهى رسول الله أن يقوم الإمام فوق شيء والناس خلفه». ينظر: الأحكام الوسطى ١/ ٣٣٦، صحيح أبي داود ٣/ ١٥١.
(٧) هو محب الدين، أبو الفضل، أحمد بن نصر الله بن أحمد بن محمد التستري نسبة إلى تُسْتَر، مدينة في شمال الأهواز البغدادي، أخذ عن جملة من العلماء، منهم: والده جلال الدين، والكرماني شارح البخاري، وابن رجب الحنبلي، وقد ولي التدريس بالمدرسة المستنصرية، من مصنفاته: حاشية على الفروع، حاشية على المحرر للمجد، وغيرها، توفي سنة ٨٤٤ هـ. ينظر: المقصد الأرشد ١/ ٢٠٢.
(٨) كتب على هامش (ع): فائدة: لا بأس بقطع الصف، إلا عن يسار الأبعد بقدر مقام ثلاثة رجال، فتبطل صلاته، قاله ابن حامد، وجزمه به في الرعاية الكبرى.

<<  <  ج: ص:  >  >>