للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولا بأسَ بقولِه لغيرِه: تَقبَّل اللهُ منَّا ومنكَ؛ كالجوابِ (١).

ولا بالتَّعريفِ (٢) عَشيَّةَ عرفةَ بالأمصارِ؛ لأنَّه دعاءٌ وذِكرٌ، وأوَّلُ مَنْ فعَله ابنُ عبَّاسٍ (٣) وعمرُو بنُ حُريثٍ (٤).


(١) كتب على هامش (ح): وقال الشيخ تقي الدين بن تيمية: أما التهنئة يوم العيد بقول بعضهم لبعض إذا لقيه بعد صلاة العيد: تقبل الله منا ومنك، أو أحاله الله عليك، ونحو ذلك؛ فهذا قد روي عن طائفة من الصحابة أنهم كانوا يفعلونه، ورخص فيه الأئمة كأحمد وغيره، لكن قال أحمد: أنا لا أبتدئ أحدًا فإن ابتدأني أحد أجبته، وذلك لأن جواب التحية واجب، وأما الابتداء بالتهنئة فليس سنة مأمورًا بها، ولا هو أيضًا مما نهي عنه، فمن فعله فله قدوة، ومن تركه فله قدوة، والله أعلم.
(٢) كتب على هامش (ب): وهو دعاء وذكر. اه.
(٣) أخرجه عبد الرزاق (٨١٢٢)، وابن أبي شيبة (١٤٢٦٦)، عن الحسن قال: «أول من عَرَّف بأرضنا ابن عباس »، قال ابن المديني: (الحسن لم يسمع من ابن عباس وما رآه قط)، وكذا قال غيره. ينظر: العلل لابن المديني ص ٥١.
(٤) في (ك): وابن عمرو وابن حريث.
والأثر أخرجه ابن أبي شيبة (١٤٢٦٧)، عن موسى بن أبي عائشة قال: «رأيت عمرو بن حريث يخطب يوم عرفة وقد اجتمع الناس إليه»، وسنده صحيح.
فائدة: عند شيخ الإسلام: لا يخلو التَّعريف عشيَّةَ عَرَفَةَ من ثلاثة أحوالٍ:
١ أن يكون معه شدُّ رحلٍ: فلا نزاع في المنع منه؛ لحديث أبي هريرةَ أنَّ رسول الله قال: «لا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلَّا إِلَى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ: المَسْجِدِ الحَرَامِ، وَمَسْجِدِ الرَّسُولِ ، وَمَسْجِدِ الأَقْصَى» [البخاري: ١١٨٩، ومسلم: ١٣٩٧].
٢ أن يكون في مسجدِ مِصْرِهِ، ويصحبه رفع صوتٍ بشدَّةٍ، أو إنشاد الأشعار الباطلة، ونحوه: فَيُمْنَعُ منه كذلك؛ لما صحبه من المنكر.
٣ أن يكون في مسجدِ مِصْرِهِ، ولا يصحبه صوتٌ ونحوه، بل مجرد ذِكْرٍ ودُعَاء: فهذا الَّذي وقع فيه اختلاف السَّلف. ينظر: اقتضاء الصراط المستقيم ٢/ ١٥٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>