للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لقبضِ رُوحِه (تَعَاهَدَ)، فعلٌ ماضٍ جواب «إذا»، مِنْ تعاهدتُ الشيءَ: راعيتُ حالَه، أي: يسنُّ لأرفَقِ (١) أهلِ الميِّتِ (٢) وأَتقاهُم لله تَعالى أنْ يُباشرَ عندَ احتضارِ المريضِ (٣) (بَلَّ حَلْقِهِ) أي: المريضِ (بِمَاءٍ أَوْ شَرَابٍ، وَنَدَّى) المتعاهِدُ (٤) (شَفَتَيْهِ) بقطنةٍ؛ لأنَّ ذلك يُطفئ ما نزَل به مِنْ الشِّدَّةِ، ويُسهِّل عليه النُّطقَ بالشهادة.

(وَلَقَّنَهُ «لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ»)؛ لقولِه : «لَقِّنُوا مَوتاكم لا إلهَ إلّا اللهُ» رَواه مسلمٌ عن أَبي سعيدٍ (٥).

ويُكتفى في التَّلقين (٦) بِ (مَرَّةٍ) إن أجابَ ولم يَتكلَّم بعدُ، وإلّا أعادَ، فإن لقَّنه لا إله إلّا اللهُ، ولم يُجِب (٧)؛ لقَّنه ثانيًا وثالثًا.

(وَلَا يُزَادُ عَلَى ثَلَاثٍ)؛ لئلَّا يُضجرَه، (إِنْ لَمْ يَتَكَلَّمْ) بعدَ الثلاثِ، فإن تَكلَّم بعدَها أعادَه؛ ليَكونَ آخرَ كلامه: لا إلهَ إلّا اللهُ، ويَكون برفقٍ، أي: بلطفٍ ومُداراةٍ؛ لأنَّه مطلوبٌ في كلِّ موضعٍ، فهنا أَولى.


(١) قوله: (فعل ماض جواب «إذا»، من تعاهدت الشيء: راعيت حاله، أي يسن لأرفق) هو في (أ): ندبًا أرفق، وفي (س): ندبًا يرفق.
(٢) في (أ) و (س): المريض.
(٣) قوله: (أن يباشر عند احتضار المريض) سقط من (أ) و (س).
(٤) قوله: (المتعاهد) سقط من (أ) و (س).
(٥) أخرجه مسلم (٩١٦).
كتب على هامش (ع): وما أحسن ما اتفق لأبي زرعة الرازي لما حضرته الوفاة، كان عنده أبو حاتم ومحمد بن مسلم، فاستحييا منه أن يلقناه، فتذاكرا حديث التلقين، فأرتج عليهما، فبدأ أبو زرعة وهو في النزع، فذكر إسناده، إلى أن قال: قال رسول الله : «من قال لا إله إلا الله» ثم خرجت روحه مع الهاء، قبل أن يقول: دخل الجنة، كذا بخطة حفيد ابن مفلح على الفروع. حاشية م خ على المنتهى.
(٦) في (د) و (ك): بالتلقين.
(٧) في (د) و (ك): ولم يجبه.

<<  <  ج: ص:  >  >>