للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

و (لَا) يَحرُم (بُكَاءٌ) على الميِّتِ (١)، بل لا يُكرَه؛ لقولِ أنسٍ: رأيتُ النبيَّ وعَيناه تَدمَعان، وقال: «إنَّ اللهَ لا يُعذِّب بدَمعِ العينِ، ولا بحُزنِ القلبِ، ولكن يُعذِّب بهذا وأشارَ إلى لسانِه أو يَرحَمُ» متَّفق عليه (٢).

ويُسنُّ الصَّبرُ والرِّضا (٣)، والاسترجاعُ، فيَقول: «إنَّا لله، وإنَّا إليه راجعون، اللَّهمَّ اؤْجُرْني في مُصيبتي، وأَخلِفْ لي خيرًا منها».

ولا يَلزم الرِّضا بمرضٍ (٤) وفقرٍ وعاهةٍ، ويَحرُم بفعلِ المعصيةِ.

وكُرِه لمصابٍ تغييرُ حالِه، وتعطيلُ مَعاشِه، لا جعلُ علامةٍ عليه ليُعرف فيُعزَّى، وهجرُه للزِّينة وحَسَنِ الثِّيابِ ثلاثةَ أيَّامٍ.


(١) قوله: (على الميت) سقط من (أ).
وكتب على هامش (ب): قوله: (لا بكاء) وهو بالمد: الصوت، وبالقصر: الدمع وخروجها. مطلع.
(٢) أخرجه البخاري (١٢٨٥)، من حديث أنس ، لكن قوله: «إن الله لا يعذب بدمع العين» إلى آخره، إنما أخرجه البخاري (١٣٠٤)، ومسلم (٩٢٤)، من حديث ابن عمر .
(٣) كتب على هامش (ع): قوله: (ويسن الصبر) أي: الزائد عما يمنع عن المحرم، وأما هو فذاك واجب، كما صرحوا به، والله تعالى أعلم. [العلامة السفاريني].
وكتب على هامش (ع): فائدة: في الفرق بين الصبر والرضا: أن الصبر كف [النفس] وحبسها عن السخط مع وجود الألم، وتمني زوال ذلك، وكف الجوارح عند العمل بمقتضى الجزع، والرضا: انشراح الصدر وسعته بالقضاء، وترك تمني زوال ذلك المؤلم، وإن وجد الإحساس بالألم لكن يخففه الرضا بما يباشر القلب من روح اليقين والمعرفة، وإذا قوي الرضا فقد يزيل الإحساس والألم بالكلية، كما في [شرح] الأربعين لابن رجب. [العلامة السفاريني].
(٤) كتب على هامش (ع): قوله: (ولا يلزم الرضا بمرض) خلافًا لابن عقيل. [العلامة السفاريني].

<<  <  ج: ص:  >  >>