للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(الإِمَامِ) المقتَدَى به في الدِّينِ، (الأَمْثَلِ) أي: الأَشبهِ بكلِّ خيرٍ، أَبي عبدِ اللهِ، (أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ حَنْبَلٍ) الشَّيبانيِّ، المَرْوَزيِّ، البغداديِّ، الزاهدِ، الرَّبَّانيِّ، والصِّدِّيقِ الثاني (١).

قال عليُّ بنُ المَدِينيِّ شيخُ البخاريِّ (٢): أيَّد اللهُ هذا الدِّين برَجُلين لا ثالثَ لهما: أبو بكرٍ الصدِّيقُ يومَ الرِّدَّةِ، وأحمدُ بنُ حنبلٍ يومَ المِحنَةِ، انتهى (٣).

والشَّيبانيُّ: نسبةً إلى أَحدِ أَجدادِه، وهو شَيبانُ بنُ ذُهْلِ بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ عُكَابةَ، لا شَيبانُ بنُ ثَعلَبَةَ بنِ عُكَابةَ.

حملَت به أمُّه بمَرْوَ، ووُلِد ببغدادَ في ربيعٍ الأوَّلِ سنةَ أربعٍ وستِّين


(١) كتب على هامش (ب): قوله: (الزَّاهد) من الزُّهد، وهو الإعراض بالقلب عن الدُّنيا، وقسَّمته ثلاثة أوجه، ذكرتها في الحاشية. قوله: (وقسمته ثلاثة أوجه): الأوَّل: زهد العوام بالقلب، وهو زهد العوام من المسلمين، والثَّاني: ترك الفضول من الحلال بالقلب، وهو زهد الخواص منهم، والثَّالث: ترك ما يشغل العبد عن الله بالقلب، وهو زهد العارفين، وهم خواص الخواص. ا هـ. ذكره في ح ش. وقال الإمام أحمد: الزهد قصر الأمل، والإياس عمَّا في أيدي النَّاس.
قوله: (الرَّباني)، أي: المتألِّه العارف بالله تعالى، ومنه قوله تعالى: ﴿وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ﴾، ولا يقال: رباني إلَّا إذا اجتمع فيه ثلاث خصال: علم وعمل وتعليم.
قوله: (والصِّديق)، أي: البالغ في الصِّدق، وهو ضد الكذب، (الثَّاني) لُقِّب به لنصرته للسنة، وصبره على المحنة؛ كصبر الصِّديق الأوَّل أبي بكر ، قال إسحاق بن راهويه: لولا أحمد بن حنبل وبذل نفسه لمَا بذلها لذهب الإسلام، وعن بشر بن الحارث أنَّه قيل له حين ضرب أحمد بن حنبل: أبا نصر لو أنك خرجت فقلت، أي: على قول أحمد بن حنبل، فقال بشر: أتريدون أن أقوم مقام الأنبياء؟! إنَّ أحمد بن حنبل قام مقام الأنبياء. نقله في المطلع. ا هـ.
(٢) هو علي بن عبد الله بن جعفر بن نجيح ابن المديني، أبو الحسن، البصري، أمير المؤمنين في الحديث، حدث عن حماد بن زيد وسفيان بن عيينة ويحيى القطان وغيرهم، توفي سنة ٢٣٤ هـ. ينظر: الطبقات ١/ ٢٢٥، سير أعلام النبلاء ١١/ ٤١.
(٣) ينظر: طبقات الحنابلة ١/ ١٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>