للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نائبُه خُطبةً قصيرةً، مُفتَتحةً بالتَّكبير، يُعلِّمهم فيها الوقوفَ، ووقتَه، والدَّفعَ منه، والمَبيتَ بمُزدلفةَ.

(وَيَجْمَعُ بِهَا) أي: بنَمِرةَ مَنْ يَجوز له الجمعُ (١)، حتى المنفردُ، (بَيْنَ الظُّهْرَيْنِ تَقْدِيمًا).

(ثُمَّ يَأْتِي عَرَفَةَ، وَكُلُّهَا مَوْقِفٌ إِلَّا بَطْنَ عُرَنَةَ)؛ لقولِه : «كلُّ عرَفةَ مَوقفٌ، وارْفَعُوا عن بَطنِ عُرَنةَ» رَواه ابنُ ماجَه (٢).

وعرفةُ مِنْ الجبل المُشرِفِ على عُرَنةَ، إلى الجبال المقابِلةِ له، إلى ما يَلي حوائطَ بَنِي عامرٍ.

(وَسُنَّ وُقُوفُهُ) أي: الحاجِّ بعرفةَ (رَاكِبًا)، مستقبِلَ القِبلةِ، (عِنْدَ الصَّخَرَاتِ وَجَبَلِ الرَّحْمَةِ)؛ لقولِ جابرٍ: «إنَّ النبيَّ جعَل بطنَ ناقتِه القَصواءِ (٣) إلى


(١) كتب على هامش (س): قوله: (من يجوز له الجمع) هو من عزم عند خروجه من مكة أنه إذا رجع لها من منى لا يقيم بها أكثر من أربعة أيام. انتهى تقرير المؤلف.
(٢) أخرجه ابن ماجه (٣٠١٢)، من حديث جابر ، وفي إسناده القاسم بن عبد الله العمري وهو متروك. ورواه مالك بلاغًا (١/ ٣٨٨)، بلفظ: «عرفة كلها موقف، وارتفعوا عن بطن عرنة، والمزدلفة كلها موقف، وارتفعوا عن بطن محسر»، وأخرجه ابن خزيمة (٢٨١٦)، والطحاوي في مشكل الآثار (١١٩٤)، والطبراني في الكبير (١١٠٠٥)، والحاكم (١٦٩٧)، من حديث ابن عباس ، وصححه الحاكم والألباني. ينظر: البدر المنير ٦/ ٢٣٤، التلخيص الحبير ٢/ ٥٥٠، الصحيحة (١٥٣٤).
(٣) كتب في هامش (أ): قوله: «القصواء» قال الخطابي: «القصواء» مفتوحة القاف ممدودة الألف، يقال: قصوت البعير، فهو مقصوٌّ، يقال: ناقة قصواء، ولا يقال: جمل أقصى، وأكثر أصحاب الحديث يقولون: القصوا، وهو خطأ فاحش. ا هـ. وفي الصحاح: وكان لرسول الله ناقة تسمى: قصواء، ولم تكن مقطوعة الأذن. ا هـ. شيخنا عثمان.

<<  <  ج: ص:  >  >>