للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الصَّخراتِ، وجعَل حَبلَ (١) المُشاةِ بينَ يدَيه، واستَقبَل القِبلةَ» (٢)، وقولُه: «جعَل (٣) حبلَ (٤) المُشاةِ» أي: طريقَهم الذي يَسلكونه في الرَّملِ، وقيل: أرادَ صَفَّهم ومُجتَمعَهم في مَشيِهم، تشبيهًا بحبلِ الرَّملِ.

و (لَا) يُشرع (صُعُودُهُ) أي: جبلِ الرَّحمةِ.

(وَيُكْثِرُ مِنْ الدُّعَاءِ، وَمِنْ قَوْلِ: «لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ، يُحْيِي وَيُمِيتُ، وَهُوَ حَيٌّ لَا يَمُوتُ، بِيَدِهِ الخَيْرُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، اللَّهُمَّ اجْعَلْ فِي قَلْبِي نُورًا، وَفِي بَصَرِي نُورًا، وَفِي سَمْعِي نُورًا، وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي»)؛ لحديثِ: «أفضلُ الدُّعاءِ يومَ عرفةَ، وأفضلُ ما قلتُ أنا والنَّبيُّونَ مِنْ قَبلي: لا إلهَ إلّا اللهُ، وحدَه لا شريكَ له» رَواه مالكٌ في «الموطَّأ» (٥)، وما في المتنِ مأثورٌ عن عليٍّ (٦).


(١) في (ك) و (ع): جبل.
قال النووي: (روي «حبل» بالحاء المهملة وإسكان الباء، وروي «جبل» بالجيم وفتح الباء، قال القاضي عياض : الأول أشبه بالحديث، وحبل المشاة: أي مجتمعهم، وحبل الرمل: ما طال منه وضخم، وأما بالجيم فمعناه: طريقهم وحيث تسلك الرجالة). ينظر: شرح النووي على صحيح مسلم ٨/ ١٨٦.
وقد ضبطه بالجيم وصححه الحافظ ابن الصلاح، فقال: (وضبطه غير واحد من المصنفين: حبل المشاة بين يديه بالحاء، وجعله من حبال الرمل، وهو ما استطال من الرمل مرتفعًا، وما ذكرناه من كونه جبل إلال هو الصحيح). ينظر: صلة الناسك في صفة المناسك ص ١٤٩.
(٢) أخرجه مسلم (١٢١٨).
(٣) قوله: (جعل) سقط من (ب) و (د).
(٤) في (ب) و (ع): جبل، وفي (ك): جبلة.
(٥) أخرجه مالك (١/ ٢١٤)، عن طلحة بن عبيد الله بن كريز مرسلًا، ووصله ابن عدي (٥/ ٤٧٢)، والبيهقي في الشعب (٣٧٧٨)، عن أبي هريرة مرفوعًا، وصححه الألباني بالشواهد. ينظر: الصحيحة (١٥٠٣).
(٦) أخرجه الطبراني في فضل عشر ذي الحجة (٥١)، قال الألباني: (وهذا إسناد لا بأس به في الشواهد، رجاله ثقات غير قيس بن الربيع فهو سيئ الحفظ، فحديثه حسن بما له من الشواهد). ينظر: الصحيحة (١٥٠٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>