للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(ثُمَّ يَدْفَعُ بَعْدَ الغُرُوبِ) مِنْ عرفةَ مع الأميرِ، على طريقِ المأزِمَين، (إِلَى مُزْدَلِفَةَ)، وهي ما بينَ المأزِمَين ووادي مُحَسِّرٍ.

وسُنَّ كَونُ دفعِه (بِسَكِينَةٍ)؛ لقولِه : «أيُّها النَّاسُ، السَّكينةَ السَّكينةَ» (١).

(وَيُسْرِعُ فِي الفَجْوَةِ) أي: الفُرجةِ؛ لقولِ أسامةَ: «كان رسولُ اللهِ يَسيرُ العَنَقَ، فإذا وجَد فَجوةً نَصَّ» (٢) أي: أَسرَعَ؛ لأنَّ العَنَقَ انبساطُ السَّيرِ، والنَّصُّ فوقَ العَنَقِ.

(وَيَجْمَعُ بِهَا) أي: بمزدلفةَ، بينَ (العِشَاءَيْنِ تَأْخِيرًا) أي: جَمْعَ تأخيرٍ، أي: يُسنُّ لمن دفَع مِنْ عرفةَ ألَّا يُصلِّيَ المغربَ حتَّى يَصِلَ إلى مزدلفةَ، فيَجمع بينَ المغربِ والعشاءِ مَنْ يَجوز له الجمعُ، قبلَ حطِّ رَحْلِه.

وإن صلَّى المغربَ بالطَّريق؛ ترَك السُّنَّةَ، وأَجزأه.

(وَيَبِيتُ بِهَا) أي: بمزدلفةَ وجوبًا؛ لأنَّ النبيَّ باتَ بها وقال: «خُذوا عنِّي مَناسِكَكُم» (٣).

(وَلَهُ الدَّفْعُ) مِنْ مزدلفةَ قبلَ الإمامِ (بَعْدَ نِصْفِ اللَّيْلِ، وَ) يَجب (فِيهِ) أي: في (٤) الدَّفعِ مِنْ مزدلفةَ (قَبْلَهُ) أي: قبلَ نصفِ اللَّيلِ؛ (دَمٌ)، على غيرِ رُعاةِ حجٍّ، وسُقاةِ زمزمَ، سواءٌ كان عالمًا بالحُكم أو جاهلًا، عامدًا أو ناسيًا، هذا


(١) أخرجه مسلم (١٢١٨).
(٢) أخرجه البخاري (١٦٦٦)، ومسلم (١٢٨٦).
(٣) أخرجه مسلم (١٢٩٧).
(٤) قوله: (في) سقط من (ب).

<<  <  ج: ص:  >  >>