للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

دالٌّ على سَبقِ الرُّخصةِ وأنَّه متأخِّرٌ، فيَتعيَّن الأخذُ به.

والمرادُ ب «الميتةِ» في عُرفِ الشَّرعِ كما في «المصباحِ»: ما ماتَ حتفَ أَنفِه، أو قُتل على هيئةٍ غيرِ مشروعةٍ، إمَّا في الفاعلِ، أو المفعولِ (١)، فما ذُبح للصَّنم، أو في الإحرام، أو لم يُقطع منه الحُلقومُ: ميتةٌ، وكذا ذبحُ ما لا يُؤكَل لا يُفيد الحلَّ ولا الطَّهارةَ. انتهى (٢).

والموتُ: عدمُ الحياةِ عمَّا مِنْ شأنِه الحياةُ، كما في «المطوَّلِ» (٣)، أو عدمُ الحياةِ عمَّن اتَّصف بها، كما قالَه السَّيِّدُ (٤)، وهو أظهرُ، وقد يُطلق الموتُ على ما لا حياةَ فيه أصلًا، كما قال تَعالى في حقِّ الأصنامِ: ﴿أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ﴾ (٥).

(وَيُبَاحُ اسْتِعْمَالُهُ) أي: جلدِ الميتةِ (بَعْدَهُ) أي: بعدَ الدَّبغِ بطاهرٍ مُنشِّفٍ للرُّطوبةِ، مُنقٍّ للخَبثِ؛ بحيثُ لو نُقِع الجلدُ بعدَه في الماءِ لم يَفسد.


(١) في (د): أو في المفعول.
(٢) ينظر: المصباح ٢/ ٥٨٣.
(٣) ينظر: المطول على التلخيص للتفتازاني ص ٣١٢.
(٤) كتب على هامش (ع): الفرق بين السعد في المطول والسيد الشريف: أن الجنين قبل أن تحله الروح ميت على كلام السعد، وغير ميت على كلام السيد؛ لأنه لم يتصف بالحياة قبل، والله أعلم. [العلامة السفاريني].
ينظر: حاشية السيد على المطول ص ٣١٢.
والسيد: هو علي بن محمد بن علي الحنفي الشريف الجرجاني، قال العيني: (عالم بلاد الشرق؛ كان علامة دهره)، من مصنفاته: شرح المواقف للعضد، وشرح التجريد للنصير الطوسي، وحاشية المطول، مات سنة ٨١٤ هـ. ينظر: بغية الوعاة ٢/ ١٩٦، طبقات المفسرين للداوودي ١/ ٤٣٢.
(٥) كتب في هامش (أ) و (س): وتظهر فائدة الخلاف في المضغة، فيقال لها ميتة على الأول دون الثاني؛ لعدم اتِّصافها بالحياة.

<<  <  ج: ص:  >  >>