للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

سنين، وملك بعده ابنه امنا إحدى وأربعين سنة، وكان رجلًا صالحًا، وكان أعرج من عرق النساء، ولم يزل الملك في ولده إلى صاحب شعيا، واسمه صديقة، فيما قاله ابن إسحاق، وقال غيره: حزقيا (١).

وأما أبوه داود - عليه السلام -؛ فهو ابن آشي بن عويد من ولد يهوذ ابن يعقوب - عليه السلام -.

قال وهب بن منبه: كان قصيرًا أزرق قليل الشعر، طاهر القلب، نقيه، ورثه الله -عَزَّ وَجَلَّ- ملكَ طالوت، ونبوةَ شموئيل، وأطاعه بنو إسرائيل، وفتح لهم الفتوحات الكثيرة، وأنزل الله عليه الزبور، وعلمه صنعة الحديد، وأمر الجبال والطير أن يسبحن معه إذا سبح، وأعطاه من حسن الصوت ما لم يعطه أحدًا من خلقه، وكان له تسعة وتسعون زوجة، ولما بلغ ثمانيًا وخمسين سنة من عمره، ابتلي بقصة أوريا، وتزوج زوجة أوريا وولدت له سليمان، وبكى على خطيئته أربعين صباحًا حتَّى نبت العشب من دموع عينيه، فتاب الله عليه.

وقيل: إنه أخذ في عُدة بناء بيت المقدس، ومات ولم يبنهِ، وقيل: إنه شرع في بعض بنائه، ومات ولم يتم، وكان عمره مئة سنة.

ويزعم أهل الكتاب أنَّه عاش سبعًا وسبعين سنة، وقيل: سبعين سنة، ويقال: إن جنازته شيعها أربعون أَلْف واهب، وأن ملكه كان أربعين سنة (٢).

وأما قوله - صلى الله عليه وسلم -: "لأَطوفَنَّ الليلةَ"، فهكذا هو في الروايات كلها "لأَطوفنَّ"، ووقع في بعض نسخ "صحيح مسلم": "لأطيفنَّ الليلة"، وهما لغتان فصيحتان.

يقال: طاف بالشيء، وأطاف به: إذا دار حوله، وتكرر عليه، فهو طائف ومُطيف. وهو هنا كناية عن الجِماع (٣).


(١) وانظر خبر سليمان بن داود -عليه ما السلام - في: "تاريخ الطبري" (١/ ٢٨٧)، و"الكامل في التاريخ لابن الأثير (١/ ١٧٥).
(٢) وانظر خبره - عليه السلام - في: "تاريخ الطبري" (١/ ٢٨١)، و"الكامل في التاريخ" لابن الأثير (١/ ١٦٩).
(٣) انظر: "مشارق الأنوار" للقاضي عياض (١/ ٣٢٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>