كيف وحديث خالد بن الوليد ضعيف منكر باتفاقهم؛ وبتقدير صحته يكون منسوخًا، وقال الإِمام أحمد بن حنبل -رحمه الله-: هو حديث منكر، وقال الحافظ أبو داود في "سننه": هذا منسوخ، وقال النسائي: حديث جابر: أنه - صلى الله عليه وسلم - أذن في لحوم الخيل أصح من هذا الحديث، قال: ويشبه -إن كان هذا صحيحًا-، أن يكون منسوخًا؛ لأن قوله: أذن - صلى الله عليه وسلم - في لحوم الخيل دليل على ذلك. وقال أيضًا: لا أعلمه رواه غير بقية بن الوليد.
وقال البخاري: صالح بن يحيى بن المقدام بن معدي كرب الكندي الشامي عن أبيه، فيه نظر.
وقال الخطابي: حديث جابر إسناده جيد، قال: وأما حديث خالد بن الوليد، ففي إسناده نظر، وصالح بن يحيى بن المقدام عن أبيه عن جده، لا يعرف سماع بعضهم من بعض.
وقال الحافظ موسى بن هارون: لا يعرف صالح بن يحيى ولا أبوه إلا بجده.
وقال الدارقطني: هذا حديث ضعيف، وقال أيضًا: وهذا إسناد مضطرب.
وقال الواقدي: لا يصح هذا؛ لأن خالدًا أسلم بعد فتح خيبر، وقال البخاري: خالد لم يشهد خيبر.
وقال الإِمام أحمد بن حنبل: لم يشهد خيبرًا، إنما أسلم بعد الفتح.
وقال أبو عمر النمري: ولا يصح لخالد بن الوليد مشهد مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبل الفتح.
وقال البيهقي: إسناده مضطرب؛ ومع اضطرابه مخالف لحديث الثقات (١).
وحديث جابر سيأتي في الكتاب بعد هذا الحديث، ولفظ البخاري: ورخص في لحوم الخيل، والله أعلم.
(١) وانظر أقوال أهل العلم هذه وغيرها عن الحديث: "سنن أبي داود" (٣/ ٣٥٢)، و "سنن الدارقطني" (٤/ ٢٨٧)، و"التاريخ الكبير" للبخاري (٤/ ٢٩٢)، و "التمهيد" لابن عبد البر (١٠/ ١٢٨) وما بعدها، و"شرح مسلم" للنووي (١٣/ ٩٦).