وهذا مناقض لما ذكره هو في أول كتابه في الأسماء، ومخالف لما ذكره الأئمة والحفاظ في الأنساب الذين قدمنا ذكرهم.
وإنما بسطت الكلام في ذلك، واعتنيت به؛ لأن شيخنا الحافظ أبا زكريا النووي -رحمه الله- ذكره في آخر "كتاب الأربعين" له في: مباني الإسلام، وقال: هو منسوب إلى خشينة؛ كجهينة، وهم قبيلة من قضاعة.
وكان -رحمه الله- أَذِنَ لي في إصلاح ما أجده في مصنفاته، فأصلحته على الصواب على ما ذكره الجماعة وابن الأثير في "الأسماء".
والذي ذكره الشيخ -رحمه الله- أخذه من كلام الشيخ أبي عمرو بن الصلاح -رحمه الله-.
ونقله أبو عمرو عن الحافظ أبي محمد بن عطاء الإبراهيمي، قال: وقال: وخشينةُ: بطنٌ من قضاعة، وكذا نقله الحاكم أبو أحمد في "الأسماء والكنى".
لكن لا يقاوم ذلك قولَ من ذكرنا من الأئمة والحفاظ، والله أعلم (١).
وأما قوله:"يا رسولَ اللهِ! إنا بأرضِ قومٍ أهلِ كتابٍ، أفنأكلُ في آنيتهم؟ ".
أما أهل كتاب: فقد يراد بهم: كلُّ من دان بدين الله بكتاب منزل على نبي من الأنبياء -صلوات الله وسلامه- عليهم، وقد يراد بهم: اليهود أو النصارى، أو هما فقط، وهو الظاهر.
وأما الآنية: جمع إناء؛ كسقاء وأسقية، ورداء وأردية. وجمع الآنية:
(١) وانظر ترجمته في: "الطبقات الكبرى" لابن سعد (٧/ ٤١٦)، و"التاريخ الكبير" للبخاري (٢/ ٢٥٠)، و"الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم (٢/ ٥٤٣)، و"الثقات" لابن حبان (٣/ ٦٣)، و"حلية الأولياء" لأبي نعيم (٢/ ٢٩)، و"الاستيعاب" لابن عبد البر (٤/ ١٦١٨)، و"تاريخ دمشق" لابن عساكر (٦٦/ ٨٤)، و"أسد الغابة" لابن الأثير (٦/ ٤٣)، و"تهذيب الأسماء واللغات" للنووي (٢/ ٤٨٧)، وقد ذكر هنا أنه منسوب إلى خشين بطن من قضاعة، و"تهذيب الكمال" للمزي (٣٣/ ١٦٧)، و"سير أعلام النبلاء" للذهبي (٢/ ٥٦٧)، و"الإصابة في تمييز الصحابة" لابن حجر (٧/ ٥٨)، و"تهذيب التهذيب" له أيضًا (١٢/ ٥٢).