للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عبد الله، وابنُ ابنه: إسحاق بنُ عبدِ الله، وغيرُهم.

روى له أصحاب السنن والمساند.

مات بالمدينة سنة اثنتين وثلاثين، وقيل: سنة أربع وثلاثين، وسنُّه: سبعون سنة، وصلَّى عليه عثمان بن عفان.

وقيل: مات بالشَّام، وعاش بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - أربعين سنة يسرد الصوم.

ورُوي أنَّه غزا البحر؛ فمات فيه.

قال أبو حاتم بن حِبَّان: وكان فارسَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، وقتَلَ يومَ حنينٍ عشرين رجلًا بيده، وهو القائل:

أَنَا أَبُو طَلْحَةَ، واسْمِي زيدُ ... وُكُلَّ يَوْمٍ في سِلاَحِي صَيْدُ (١)

وأمَّا لفظه:

فقولها: "إنَّ الله لا يَسْتَحْيِي مِنَ الحَقِّ"، يقال: استحيا -بياء قبل الألف- في الماضي، يستحيي -بياءين- في المضارع، ويقال فيه: يستحي بياء واحدة.

ومعناه: أن الله لا يمتنع من بيان الحق، وضربِ المثل بالبعوضة، وبيتِ العنكبوت؛ كما قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا} [البقرة: ٢٦]؛ فكذا أنا لا أمتنع من سؤالي عمَّا أنا محتاجةٌ إليه.

وقيل معناه: إنَّ الله لا يأمر بالحياء في الحق، ولا يبيحه؛ وإنَّما قالت ذلك بين يدي سؤالها عمَّا دعتها الحاجة إليه في الدِّين؛ ممَّا تستحيي النساء عن السؤال عنه عادةً، وذِكْرِه بحضرةِ الرِّجال؛ فالامتناعُ من ذلك ليس بحياء حقيقي؛ لأنَّ الحياء خيرٌ كله، ولا يأتي إلَّا بخير، وذلك ليس بخير، بل هو شر؛ فلا يكون


(١) وانظر ترجمته في: "الطبقات الكبرى" لابن سعد (٣/ ٥٠٤)، و"التاريخ الكبير" للبخاري (٣/ ٣٨١)، و"الثقات" لابن حبان (٣/ ١٣٧)، و"الاستيعاب" لابن عبد البر (٢/ ٥٥٣)، و"تاريخ دمشق" لابن عساكر (١٩/ ٣٩١)، و"أسد الغابة" لابن الأثير (٢/ ٣٦١)، و"تهذيب الكمال" للمزي (١٠/ ٧٥)، و"سير أعلام النبلاء" للذهبي (٢/ ٢٧)، و"الإصابة في تمييز الصحابة" لابن حجر (٢/ ٦٠٧)، و"تهذيب التهذيب" له أيضًا (٣/ ٣٥٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>