فهو منسوب إلى أُمه عفراءَ بِنْتِ عبيدِ بنِ ثعلبةَ بنِ عبيد بن ثعلبة بنِ غنم بن مالك بن النجار.
وهو معاذ بنُ الحارث بن رفاعةَ بن الحارث بن سواد بن مالكِ بنِ غنمِ ابن النجار، الأنصاري؛ وهو داخل في نوع المنسوبينَ إلى غير آبائهم.
شهد بدرًا، والمشاهدَ كلها، ويقال: إنه جرح يوم بدر، فمات منها بالمدينة، وشهد أخواه: معوذ، وعوذ، -ويقال: عوف- بدرًا، وقُتلا شهيدين، وكلهم بنو عفراء، وأبوهم الحارثُ، وقال أبو إسحاق إبراهيمُ بن محمد بنِ الحارثِ الفزاري: يقال: إنه أولُ من أسلم من الأنصار هو ورافع بن مالك الزرقي.
قال الواقدي: وآخى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بين معاذ بن الحارث ومعمر بن الحارث، ومعاذ وأخوه هما ضربا أبا جهل ببدر حتى برد، وأجهز عليه ابنُ مسعود - رضي الله عنه - بسيفه؛ يعني: سيفَ أبي جهل، فنفَّلَه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إياه، ولمعاذ بن عفراء.
قال أبو حاتم بن حِبَّان: قُتل معاذ بالحرَّة، سنةَ ثلاث وستين، وقيل: قُتل مع علي بن أبي طالب.
وقال الواقدي: توفي معاذ بعد قتل عثمان أيامَ حرب علي، ومعاوية، وهو معنى قول ابن عبد البر: مات معاذ في خلافة علي.
روى له من أصحاب السنن: النسائي (١).
(١) وانظر ترجمته في: "الطبقات الكبرى" لابن سعد (٣/ ٤٩١)، و"التاريخ الكبير" للبخاري (٧/ ٣٦٠)، و"الثقات" لابن حبان (٣/ ٣٧٠)، و"الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم (٨/ ٢٤٥)، و"الاستيعاب" لابن عبد البر (٣/ ١٤٠٨)، و"صفوة الصفوة" لابن الجوزي (١/ ٤٢٧)، و"أسد الغابة" لابن الأثير (٥/ ١٩٠)، و"تهذيب الأسماء واللغات" للنووي (٢/ ٤٠٥)، و"تهذيب الكمال" للمزي (٢٨/ ١١٥)، و"الإصابة في تمييز الصحابة" لابن حجر (٦/ ١٤٠)، و"تهذيب التهذيب" له أيضًا (١٠/ ١٤٠).