للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إلى ذلك، وأمّنهم وأعطاهم سفنا فركبوا فيها، وكان الزّمان شتاء فغرق أكثرهم ولم يصل منهم إلى صقليّة الاّ النّفر اليسير.

وكان صاحب صقليّة قال: ان قتل عبد المؤمن أصحابنا بالمهديّة قتلنا المسلمين الذين عندنا بجزيرة صقليّة، وأخذنا حريمهم وأموالهم، فأهلك الله الافرنج غرقا وكان مدّة ملكهم للمهديّة اثنتي عشرة سنة.

ودخل عبد المؤمن المهديّة بكرة عاشوراء من المحرّم سنة خمس وخمسين وخمسمائة (١٤٦)، فسمّاها عبد المؤمن سنة الأخماس، وأقام بالمهديّة عشرين يوما فرتب أحوالها، وأصلح ما ثلم من سورها، ونقل إليها الذخائر من الأقوات والرجال والعدد، وولى عليها أبا عبد الله محمد بن فرج الكومي (١٤٧)، وأسكن الحسن زويلة، وأمر الكومي أن يقتدى به في أقواله وأفعاله وأقطع الحسن اقطاعا، وأعطاه دورا نفيسة يسكنها، وكذا فعل بأولاده، ورحل عن المهديّة أول صفر من السّنة المذكورة إلى بلاد المغرب» (١٤٨).

«وأقام (١٤٩) الحسن وبنوه بعد عبد المؤمن عشر سنين على ما هم عليه إلى أن توفي عبد المؤمن / وولي ابنه أبو يعقوب فوصل أمره بطلوع الحسن إلى المغرب، فطلع بأهله وولده وحاشيته سنة ست وستين وخمسمائة (١٥٠)، فلمّا وصل إلى الموضع المسمى بتامسنا (١٥١) توفي هنالك (١٥٢) وبه قبره، وكانت وفاته في شهر رجب من العام المذكور.

وذكر التجاني (١٥٣) في «رحلته» ان عبد المؤمن لمّا وصل إلى افريقية واستنقذ المهديّة من أيدي النّصارى، وقام (١٥٤) أهل كل بلد على من عندهم امتثل أهل سوسة ذلك، ورحل (١٥٥) أشياخهم إلى عبد المؤمن، ووصل إليه أيضا جبارة بن كامل الذي كان مستوليا عليها، فقدم على سوسة حافظا من الموحدين يعرف بعبد الحق بن علناس


(١٤٦) ٢١ جانفي ١١٦٠ م.
(١٤٧) لم يذكر اسمه ابن الأثير، وذكره التجاني ص: ٣٤٩.
(١٤٨) بتامسنا.
(١٤٩) النقل من رحلة التجاني ص: ٣٤٩.
(١٥٠) ١١٧٠ - ١١٧١ م.
(١٥١) في الأصول «بتماس» والمثبت من الرحلة ص: ٣٤٩.
(١٥٢) ببقعة تعرف بآبار زلو (رحلة التجاني ص: ٣٥٠).
(١٥٣) رحلة التجاني ص: ٣٠ عند الكلام عن سوسة.
(١٥٤) في ش: «وأقام».
(١٥٥) في الأصول: «ووصل» والاصلاح من رحلة التجاني.