للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يتفرّجون، فلمّا دفعته المياه وقع من كان فوقه في وسط ذلك الماء (٧١) المستبحر فتسارع النّاس لإنقاذهم فأنقذوهم، وحضر أجل واحد - رحمة الله عليه - مات شهيدا، فأخبروا السّلطان بالواقع فجاء الجواب بأن لا أريد أن يشاركني أحد في هذا الأمر ردّوا الأموال لأربابها وأدخلوا الصّهريج في الفسقية، فامتثلوا الأمر.

ولمّا تمّ أمرها وتواترت الأودية / ظهر في مكان إنضغاط الماء بعض تغوير حوالي جدرانها وأساسها فخافوا أن يظهر خلل فيها مع طول السّنين، فسعوا في تدعيم جدرانها وأساسها والإكثار من صبّ التّراب حواليها وبناء أسوار تذهب بقوّة وصول الماء ونزوله فتمّت النّعمة وعمّت الرّحمة، وكلّما امتلأت أخبروا مولانا السّلطان بحصول الخير وبشّروه بانفتاح باب أدعية الخير من كافّة النّاس وبظهور سرورهم وتجديد صالح أدعيتهم في كلّ وقت وحين ولو سكنت ألسنتهم نطقت جوارحهم بالدّعاء والثّناء (٧٢) الجميل. قال الشاعر:

[الطّويل]

فعاجوا فأثنوا بالّذي أنت أهله ... ولو سكتوا أثنت عليك الحقائب (٧٣)

ويوم امتلائها عندهم يوم عيد كما عند مصر يوم جري (٧٤) النّيل وأنشدوا فيها الأشعار (٧٥) وأحسن ما قيل فيها ما أنشده الأديب الأريب الشّيخ أبو إسحاق إبراهيم الخرّاط (٧٦) صاحب القصائد المشهورة، والأدبيات المنظومة والمنثورة، مادحا للسّلطان ومتوسّلا في تولية منصب الإشهاد فقال:

[الوافر]

سلوا أهواك (٧٧) عين المستحيل ... فما يغني إذا (٧٨) عذل العذول

أأسلوه وطرفي سارح في ... رياض من محياك الأسيل


(٧١) في ط: «المياه».
(٧٢) في ط: «انشاء».
(٧٣) كذا في ط وفي ش: «الحنايب» وفي ت: «المغايب».
(٧٤) في ش وت: «جبر».
(٧٥) في ش: «أشاعر».
(٧٦) سيترجم له المؤلّف فيما بعد.
(٧٧) في ط وت: «سلو أهواك» وفي ش: «سلو هواك».
(٧٨) في ش: «اذن».