للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومنها مشي العلا الحضرمي على الماء هو وجيشه لما كان في غزوة وحال بينه وبين مقصده البحر، وكذا دعاؤه أن لا يرى أحد جسده إذا مات فلم يجدوه في اللّحد.

ومنها مشي جعفر إبن أبي طالب في الهواء (٣٦).

ومنها تسبيح القصعة بما فيها بين يدي سلمان وأبي الدرداء.

ومنها سماع عمران بن حصين تسبيح الملائكة إلى أن إكتوى.

ومنها شرب خالد بن الوليد السّمّ فلم يضرّه.

ومنها إضاءة السّوط كالمصباح بين يدي أسيد بن حضير وعبّاد بن بشر لمّا خرجوا من عند المصطفى صلّى الله عليه وسلم في ليلة مظلمة.

ومنها إيتان العنب لحبيب بن عدي وهو أسير عند مشركي مكّة فيأكل منه وليس بمكّة إذ ذاك عنبة واحدة.

ومنها عروض الأسد لسفينة مولى رسول الله صلّى الله عليه وسلم فقال له: أنا مولى رسول الله فمشى حتّى أوصله قصده.

ومنها إبرار قسم البراء بن عازب حالا إذ أقسم على الله.

ومنها عمي أروى بدعاء سعيد بن يزيد عليه بذلك لمّا كذب عليه.

ومنها طلب الأسود العبسي أبا مسلم الخولاني لمّا ادعى النبؤة فقال: أتشهد (٣٧) أنّي رسول الله؟ فقال: لا، فقال: أتشهد (٣٧) أنّ محمدا رسول الله؟ قال: نعم، فأمر بنار فألقي فيها فوجدوه قائما يصلّي وقد صارت عليه بردا وسلاما، فكان عمر بن الخطاب يقول: الحمد لله الذي لم يمتني حتّى رأيت من أمّة محمد صلّى الله عليه وسلم / من فعل به كما فعل بإبراهيم الخليل - عليه السّلام -.

ومنها أخذ عامر بن عبد قيس عطاءه في كمه فلا يجد سائلا إلاّ أعطاه بلا عدد، فلمّا رجع إلى بيته وجد الدّراهم كلّها كاملة العدد، إلى غير ذلك ممّا لا حصر له ولا حدّ.

واستمرّت الكرامة وهي وإن ظهرت على يد غير الصّحابة ولم تظهر على يد بعض الصّحابة لا تقتضي أفضلية غيرهم عليهم إذ المزية لا تقتضي أفضلية. قال الإمام أحمد ابن حنبل - رضي الله تعالى عنه - إنما كانت الكرامات بعد زمن الصّحابة لأنّ قوة إيمان


(٣٦) في ش: «الهوى».
(٣٧) في ط وت: «اشهد».