للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال: إذا ذكرت ذنوبك فلا تقل: لا حول ولا قوّة إلاّ بالله فإنّك تبرّئ نفسك منها وتضيفها إلى حول الله وقوّته، وتريد عدم الحجّة عليك، بل قل: {رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي} (٥٩٤).

وقال: من صحب المعرضين عن ذكر الله أهانه الله في عيون الخلق.

وقال: لا تأمن المعتقد فيك فإن نفسه إنّما سكنت حيث عقلها عقلها النّظري بعقال ظنّي سنده حال أو مقال (٥٩٥) والأعراض لا تبقى فكأنّك بالعقال (٥٩٦) وقد انحلّ ورجع المعقول إلى توحّشه.

وقال: المحبّ قليل والمعتقد كثير، وما قلّ وكفى خير ممّا كثر وألهى (٥٩٧)، وكفى باللهو ضررا.

وقال: كلّ ما يراه المحجوب من العارف فهو صورة الرائي لا المرئي، فإن رآه زنديقا فهو زنديق عند الله، أو صدّيقا فهو صدّيق لأنّ العارف مرآة الوجود.

وقال: واضع العلم (٥٩٨) في قلب متدنّس بالرّئاسة وحبّ الدّنيا كواضع العسل في قشر الحنظل.

وقال: لا تكمل معرفة العبد إلاّ أن ينفذ (٥٩٩) من جميع الأقطار العلوية والسفلية وتجاور حدّ الخفض (٦٠٠) والرّفع.

وقال: العلم في غير حليم شمس طلعت من مغربها، والعلم في غير مأدوب شهد وضع في قشّ حنظل.

وقال: من التفت إلى بشريّته بالكلية حجب عن الحقائق الرّبّانية، وسلبت عنه الحقيقة الإنسانية.

وقال: من ملك أخلاقه فهو عبد الله، ومن ملكته أخلاقه فهو عبدها {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اِتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ} (٦٠١). /


(٥٩٤) سورة القصص: ١٦.
(٥٩٥) في ط: «عقال».
(٥٩٦) في ط: «بالعقل».
(٥٩٧) في ت: «ولهو».
(٥٩٨) ساقطة من ط.
(٥٩٩) في بقية الأصول: «نفذ».
(٦٠٠) في ط وب: «الحفظ».
(٦٠١) مستوحاة من الآية ٤٣ من سورة الفرقان.