للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كتابة السر بدمشق وطرابلس، وكان ولي توقيع الدست بحلب رئيسًا كريما ذكيًا له مروءَة وعصبية إلَّا أنه كان يُنسب إلى أَشياءَ غير مرضية، كتب عنه القاضي علاءُ الدين في ذيل تاريخ حلب من نظمه، ومات في السجن بدمشق سنة ٨١٢ على يد جمال الدين الأُستادار.

٢٠ - نصر الله بن أَحمد بن محمد بن عمر، التستري الأَصل ثم البغدادي نزيل القاهرة، جلال الدين أَبو الفتح، وُلد في حدود (١) الثلاثين، ومات أَبوه وهو صغير فربّاه الشيخ الصالح أَحمد السقا وأَقرأَه القرآن، واشتغل بالفقه على مذهب الحنابلة، وسمع الحديث من جمال الدين الخضري (٢) وكمال الدين الأَنباري وأَبي بكر بن قاسم السنجاري في آخرين، وأَسانيدهم نازلة، وقرأَ الأُصول على الشيخ بدر الدين الإِربلي، وأَخذ عن الكرماني شارح البخاري "شرح العضد على ابن الحاجب"، وولي تدريس الحديث بمسجد يانس (٣) ببغداد ومدارس الحنابلة كالمستنصرية والمجاهدية، وصنف في الفقه وأُصوله ونظم كتابا في الفقه (٤): ستة آلاف بيت وأُرجوزة في الفرائض: مائة بيت جيّدة في بابها وله: "مختصر ابن الحاجب" و "مدائح نبوية".

وكان يذاكر الناس ببغداد وانتفع الناس بذلك وخرج من بغداد فبالغوا في إكرامه، وكان مقتدرًا على النظم والنثر، ثم قدم القاهرة في سنة تسعين، وتقرّر في تدريس الحنابلة بمدرسة الظاهر برقوق وكان قد امتدحه وعمل له رسائل في مدح مدرسته، وحدث بالقاهرة بـ "جامع المسانيد" لابن الجوزي بسماعه له بإسنادٍ نازل إلى مؤلفه. مات في عشرين صفر بعد أَن مرض طويلًا.


(١) في الضوء اللامع ١٠/ ٨٤٩ "ولد سنة ٧٣٣".
(٢) "الحضري"، في هـ.
(٣) هكذا في هـ، والضوء اللامع ١٠/ ٨٤٩ "مسجد يانس" وكذلك في العزاوي: العراق بين احتلالين ٢/ ١١٥ س ٤ وإن كان قد تشكك فوضع بعدها كلمة "كذا" ولكنها "ياسر" في ز.
(٤) سماه شذرات الذهب ٧/ ٩٩ "نظم الوجيز في الفقه".