بتهديد من آوى أَحدًا من الشيخيّة والنوروزيّة، وبَسَط حسام الدين يده في أَذى من ينتسب إليهم حتَّى منعه بعد ذلك نائبُ الغيبة.
وأَخذ بكتمر جلق من الأُستادار السلطاني أَلف دينار، وأَلزم المحتسب ببيْع قمحٍ له بأَلفي دينار وإِحضار ثمنها فعجز عن ذلك وهرب وعزل نفسه، وهو شمس الدين بن الدميري ومات بعد قليل في رمضان.
وأَخذ بكتمر من تجار الشام مالًا جزيلًا قرْضًا، وتوجّه في السادس عشر يريد دمشق فوصل إلى غزة في الثاني والعشرين منه.
* * *
وفي رمضان قُبض على شرف الدين وشمس الدين ولدَيْ التّبّاني، وعلى محب الدين بن الشحنة وشهاب الدين شُقْرِي من حلب، فقُيّدوا وأُحضروا إلى دمشق فسجنوا بالقلعة.
وأَرسل الناصر إلى جانم نائب طرابلس وتغرى بردي نائب صفد فقدما عليه في دمشق فأَرسلهما في عسكر إلى جهة شيخ، فخرجوا في سابع عشر رمضان فوصل الخبر بما اتفق في القاهرة فاستعادهم.
وأَرسل آقبغا دويدار يشبك إلى القاهرة بخِلَعٍ إلى الأُمراء المذكورين مع الثناء عليهم بما فعلوه.
وكان الخبر قد اتَّصل إلى الناصر بتقاعد طوغان وبكتمر عن القبض على شيخ ومَن معه مع قدرتهم على ذلك، فأَسرَّ ذلك في نفسه، ثم جاءَه الخبر بأَخْذ أَصحابه قلعة (١) صرخد.
وفي العشرين من شوال أُخرج بالذين قَبض عليهم النَّاصر من دمشق مقيدين للتوجّه بهم إلى مصر، وتوجّه دمرداش إلى بلد الخليل ومعه عسكرٌ لكشف أَخبار الأُمراء الهاربين من القاهرة.