للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي العاشر من ذي القعدة نودي بالعسكر أَن يخرجوا إلى باب النصر، وتُتُبِّعَت الحمير من الدواليب والبساتين لتُحمَل عليها الأَمتعة السلطانية، فتضرر الناس من ذلك كثيرًا وكثر الدعاءُ عليه.

وفي الخامس عشر منه خرج السلطان إلى الغوطة فنهب عقرباءَ (١)، وكان قد سعى عنده أَن الأُمراءَ الهاربين بها فلم يجدْ منهم أَحدًا وعظم الضَّرر بالناحية المذكورة.

وفي سابع عشره خرج الناصر من دمشق ونزل بقبة يلبغا ورجع بكتمر جلق بخلعة على نيابة الشام.

فلما كان في صفر في سلخ ذي القعدة أُلزم قضاة الشام بعشرة قراقل والتجار بعشرة أُخرى.

* * *

وفي ذي القعدة خامر آقبغا شيطان - وكان على المرقب من جهة شيخ - فسار إلى جهة حلب مظهِرا طاعة السلطان، وتوجّه السلطان إلى جهة الكرك لما تحقَّق حلول الأُمراء بها وأرسل حريمه إلى القاهرة، فوصلوا ووصل صحبتهم أَكثر الأَثقال والقضاة في ذي الحجة، ووصل الناصر إلى الكرك فحاصرها، فمشى تغري بردي وتمراز الناصري في الصلح بين الناصر وبين الأُمراء إلى أَن استقرّ على أَن يكون شيخ في نيابة حلب وتستمر قلعة المرقب بيده، وأَن يكون نوروز في نيابة طرابلس، وشرط الناصر عليهما أَن لا يُخرِجا إمرةً ولا إِقطاعًا ولا وظيفةً إلَّا بأَمره، وأَن يُسلما قلعة الكرك ومدينتها له، وكذلك يسلِّم شيخ قلعة صرخد وقلعة صهيون. وحلف الجميع على الوفاء بذلك وخلع عليهم وعلى من معهم خلعًا كثيرة.

وقرر يشبك بن أَزدمر أتابكَ العساكر بدمشق، وسودون من عبد الرحمن أَميرًا بمصر، وقانباي المحمّدي أَميرا بحلب، ونزل الجميع إلى الناصر وأَكلوا على سماطه وعملوا الخدمة عنده.

ورحل الناصر عن الكرك إلى القدس، وسار تغري بردي إلى جهة دمشق وقد استقرّ نائبًا عوضًا عن بكتمر جلق، فأَقام الناصر بالقدس خمسة أَيام ورجع متوجّها إلى القاهرة.

* * *


(١) مدينة في إقليم الجولان بدمشق، انظر ياقوت ٣/ ٦٩٥، ٣٢٧. Dussaud : op. olt، p