للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الجمعة ثاني عشري ربيع الآخر، فانكسر ابن أويس وفُقِد ابن أويس وولدُه علي وكثير من الأُمراء، وأُسِر ابن الشيخ وعدّةٌ من الأُمراء.

واستولى قرا يوسف على تبريز وغيرها، ويقال إن ابن أُويس اختفى في عين ماءٍ فدخل عليه بعض الفرسان فأَراد قتله فعرّفه بنفسه فأَحضره إلى قرا يوسف فأَكرمه واستمرّ معه في الاعتقال، فيقال إنه قُتِل خنقًا.

* * *

وحاصر محمد بن قرا يوسف بغدادَ أَشهرًا وبها "بَخْشايش" (١) مملوك أَحمد [بن أويس] فلم يصدِّق بموت أَحمد واستمرّ على الخطبة له، ثم أَقام صبيًّا يقال له أويس ابن أَخي أَحمد فسلطنه، ثم قامت ببغداد ضجة في الليل قُتِل فيها بَخْشايش، وأُشيع أَن الذي أمر بقتله أَحمد بن أويس وأَنه حيّ يرزق وأَنه ظهر ببغداد، وصارت الأَوامر تخرج من دار أَحمد على لسانه، واستقر عبد الرحيم بن الملَّاح موضع بخشايش وأُعيدت الخطبة باسم أَحمد وبطل أَمر أويس (٢)، فرجع محمد بن قرا يوسف بمن معه عن حصار بغداد، ثم قُتل عبد الرحيم بن الملَّاح فأَشاعت أُم الصبي أويس أَن أَحمد بن أُويس قُتل فأَعادوا ابنها إلى السلطنة فعاد عليهم محمد فحاصرهم، فأُشيع ثانيا أَن أَحمد حيٌّ، وقد وقعت ضجة عظمى.

وشاع أَن أَحمد ظهر فاجتمع الناس إلى داره فخرج إليهم شخص في زي أَحمد على فرس فقبّلوا له الأَرض وذلك لَيْلًا، وسأَلوه أَن يظهر لهم في النهار فوعدهم وظهر لهم عند غروب الشمس فصاحت العامة: "هذا السلطان أَحمد" وظنُّوا ذلك حقيقة، ثم ظهر فسادُ ذلك وأَن ذلك كله مخرَّجٌ على أُم أُويس، وآل الأَمر إلى غلبة محمد بن قرا يوسف على بغداد، ونزح عنها أُويس بمن معه فسار إلى تستر فملكها وانقضى أَمر أَحمد بن أُويس، وكانت غلبة محمد [بن قرا يوسف] على بغداد في أَول سنة أَربع عشرة.


(١) دأبت نسخة هـ على كتابة اسمه "بخشاش".
(٢) هو أحد أولاد أحمد بن أويس.