للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إلى القاهرة وسكن بجوار جامع الأَزهر. مات في رابع شعبان عن سبعين سنة وأَسف الناس عليه (١).

١٥ - على بن زيد بن علوان بن مغيرة (٢) بن مهدي بن حريز، يكنى أَبا يزيد الردماوي الزُّبيدي وقد تَسمَّى بآخره: "عبد الرحمن" وُلد بردماو وهي من مشارف اليمن (٣) دون الأَحقاف في جمادي سنة إحدى وأَربعين ونشأَ بها وجال في البلاد، ثم حجّ وجاور مدّة وسكن الشام ودخل العراق ومصر، وسمع من اليافعي والشيخ خليل وابن كثير وابن خطيب يبرود، وبرع في فنون من حديث وفقهٍ ونحو وتاريخ وأَدب، وكان يستحضر من الحديث كثيرًا ومن الرجال ويذاكر من كتاب سيبويه، ويميل إلى مذهب ابن حزم، ثم تحوّل إلى البادية فأَقام بها يدعو إلى الكتاب والسُّنَّة فاستجاب له حيار بن مهنَّا والد نعير فلم يزل عنده حتى مات، واستمر ولده نعير على إكرامه، فكانت إقامته عندهم نحو عشرين سنة.

فلما كانت وقعة ابن البرهان وبيدمر وقرط خشى على نفسه فاختفى بالصعيد، ثم قدم القاهرة وقد ضعف بصره، ومات (٤) في أَول ذي القعدة، وكان شهمًا قويَّ النفس، له معرفة بأَحوال الناس على اختلاف طبقاتهم، وكان كثير التطوّر يتزيّا في كل قليل بزيٍّ غير الذي قبله ومن شعره:

ما العِلْمُ إِلَّا كِتابُ اللهِ والأَثَر … وما سِوَى ذاكَ لا عَيْنٌ وَلَا أَثرُ

إلَّا هوىً وخصومات مُلَفَّقَة … فلا يَغُرَّنْك من أَرْبَابها هَذَر

فَعَدِّ عن هَدْيَانِ القوم مكتفيًا … بمَا تضمّنتِ الأَخبارُ والسُّوَرُ


(١) في هامش ز "وجد بالهامش: دخل الناصر فرج يوما جامع عمرو والشيخ في حلقته فجاء الناصر إليه فلم يعبأ به ولم يقم له، ومنع جماعة من القيام إليه"، وعلق ناسخ نسخة دار الكتب المصرية على هذا بقوله: "وهذا شي من الجمود لا يمدح عليه"، ويلاحظ أن هذا هو ما أورده السخاوي في الضوء اللامع ٥/ ٥٥٩.
(٢) "صبره" في الضوء اللامع ٥/ ٧٥٠، ك، هـ.
(٣) نقل هذا التعريف ابن عبد الحق البغدادي في مراصد الاطلاع ٢/ ٦١٢ ذاكرًا أنه أخذه عن ابن حجر.
(٤) كان موته بالينبوع أو ينبع، انظر في تعريفها مراصد الاطلاع ٣/ ١٤٨٥.