للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بالإسكندرية، ثم بالغ في القبض عليهم بأَنواع الحيل حتى زادت عدّة المسجونين في رمضان على أَربعمائة نفس.

وفى صفر توجّه موسى بن أَبي يزيد بن عثمان - بعد استيلائه على مملكةِ أَخيه سلمان بعد قتله - إلى مملكة أَخيه كرشجى (١)، فاستخلف كرشجي (٢) على بلاده ابنه مراد واستعدّ لقتال أَخيه، فالتقيا في شعبان من هذه السنة.

* * *

وفى أَول ربيع الآخر زوّج الناصرُ أُخته بيرم من أسنبغا الزردكاش وصيّره شاد الشراب خاناه، وكان يقال إن اسمه "محمد" وأَنه شامى، فغيّر اسمه فصار إلى ما صار إليه.

وفى الثالث عشر منه قُرّر فخر الدين عبد الغني بن أَبي الفرج - الذي كان كاشف البحرى ونائبَ قطيا - في أُستاداريّة الناصر، وسلّم له تاج الدين بن الهَيْصم الأُستادار وحواشيه، فبسط فخر الدين يده في الظلم وبالغ في ذلك كما سيأتى.

* * *

وفى هذه السنة دامت الحرب بين قرا يوسف وقرايلك أَكثر من شهر فقُتِل بينهما خلق كثير، وخرّب قرا يوسف بلادًا كثيرة لغريمه وهرب غريمه إلى بعض الأَماكن فوصل الخبر إلى قرا يوسف أّن شاه رخ بن تمر قصد تبريز فترك أَثقاله ورجع مسرع مسرعًا فعاد قرايلك فنهبها وتوجّه لتخريب بعض بلاد غريمه، ثم وقع الفناء في شعبان في عسكر قرا يوسف فأَرسل يطلب الصلح من قرايلك فلم يوافقه على ذلك ونهب سنجار وأَخذ قُفْل الموصل، وأَوقع بالأَكراد فافتدوا منه بمائة أَلف، وألف رأْس غنم.

* * *

وفيها كانت الفتن والحروب بين التركمان وغيرهم، فتوجّه نائب هينتاب إلى قلعة الروم، فقبض عليه طوغان نائبها واعتقله، فلم يزل به شيخ نائب حلب حتى أَفرج عنه


(١) ساقطة من هـ.
(٢) في هـ "كراشى على بلاد ابنه".