للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي حادي عشريه استقر تقيّ الدين بن أَبي شاكر في نظر الخاص عوضًا عن مجد الدين بن الهيصم الذي مات في السنة الماضية.

وفي الرابع والعشرين منه قبَض على يشبك الموساوي وقنباي المحمّدى رأْس نوبة وكمشبغا المزوّق في آخرين وسُجِنوا بالإسكندرية، وعَزل تمراز من الإِمرة وصيّره طرخانًا وقرّر له شيئًا وخيّره بين الإِقامة بالقاهرة أَو دمياط فاختار دمياط فأُرسل إليها.

وفي أَواخر صفر وردت هديةٌ (١) من مانويل (٢) صاحب القسطنطينية وتدعى إسطنبول، وقرينها كتاب يصف محبته ويوصى بالنصارى من أهل ملَّته.

وفى أَواخر صفر استقر سودون من عبد الرحمن في نيابة غزَّة.

وفى سلخ صفر انقطع طوغان الدويدار عن الخدمة خوفًا على نفسه من واشٍ وَشَى به أَنه يريد الركوبَ على الناصر، فأَرسل إِليه يلبغا الناصري ودمرداش فلم يزالا به حتى أَصعداه إلى الناصر فعاتبه واعتذر، فسلَّم [الناصر] له غريمه وخلع عليه.

وفيه ارتفع الطاعون عن دمشق وما حولها، وكان ابتدأَ من شوال فأُحْصِى من مات من أَهل دمشق خاصّةً فكانوا نحوًا من خمسين أَلفًا وبارت (٣) عدةٌ من القرى، وبقيت الزروع قائمةً لا تجد من يحصدها.

وفي ربيع الأَول أُطلِق إينال الساقي من سجن الإسكندرية وصرف جرباش كبَّاشة (٤) عن الإِمرة وأُرسل إلى دمياط بطالًا.

وقَبض الناصر على جمع كبير من المماليك الظاهرية مِمَّنْ اتَّهمهم بالممالأَة عليه، وسجَن جماعةً بالبرج ثم ذبحهم بعد ذلك. وقَبض على خير بك وقتل جماعة ممن سَجَن


(١) أمامها في هامش هـ "هدية صاحب قسطنطينية".
(٢) كان الإمبراطور إذ ذاك هو عمانويل الثاني.
(٣) ويمكن قراءتها أيضًا "بادت".
(٤) الضبط من ك، هـ، لكنها في هـ "شرباش".