للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الخمر، فباعوا كل جرة بنصف دينار فحُصّل منه جملة مستكثرة، واستقر منكلى أُستادارُ جركس - في الأُستادارية الكبرى.

ولى العُشْر الأَخير من رجب قبض الناصر على جمْعٍ كبيرٍ من الأُمراء والمماليك، مِنْهم: إينال الصصلاني وأَرغون وسودون الظريف وشرباش وسودون الأَسندمرى، وقَتل جماعةً ووسَّط جماعةٌ وسَجن جماعة؛ وكان السبب في ذلك أَن مملوكًا أَحضر إليه ورقةً فيها خطوطُ جماعةٍ من الأُمراء والمماليك أَرادوا الفتك به، فقَبض على من وجد اسمه فيها، وكان كبيرهم جانم فوجده حينئذٍ في إقطاعه بالوجه البحرى، فجهّز إليه طوغان الدويدار فاقتتلا في البر ثم على ظهر النيل في المراكب، فانتصر طوغان فأَلقى جانم نفسه في الماء فرُمِى بالسهام حتى هلك فقطع رأْسه.

* * *

وفى شعبان أَمر الناصر بالقبض بدمشق على يشبك بن أَزدمر وجماعة من الأُمراءِ الذين يُخشى منهم لممالأَة على الناصر مع نوروز وشيخ، وكان تغرى بردى قد ابتدأَ به مرضه فأَرسل إلى قرقماس نائب صفد فحضر، فقبض على تمراز الأَعور وخشكلدى وغيرهما وسجنهم بقلعة الصبيبة، وفر يشبك بن أَزدمر إلى نوروز، فاتفق هو وسودون الجلب وقَّويا عَزْمَ شيخ ونوروز على المخامرة (١)، ومضى إليهما كل مرتاب، واستمال شيخ محمدَ بن ذُلغادر أَميرَ التركمان فمال إليه وأَحضر إليه عسكره فولَّاه عينتاب وأَرسل إليه خلعًا ومالًا.

ثم توجّه شيخ إلى قلعة حماة وعدّى الفرات ليوقع بالعربان فغرقت طائفةٌ مِن أَصحابه، فأَنشأَ مركبًا بناحية الباب قريبًا من حلب طوله نحو ثلاثين خطوة، فأَرسل إليْه نائب قلعة الروم جماعةً فأحرقوه.

* * *

وقُبض في شوال بدمشق على ناصر الدين بن البارزي وعلى شهاب الدين الحسباني لكوْنهما يكاتبان شيخًا بالأَخبار فسُجِنا بقلعة دمشق في سابع عشر شوال، فتوجّه تاج


(١) "المحاصرة" في هـ.