للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الدين محمد الحسبانى إلى القاهرة فسعى في خلاص أَبيه، فأَمر بإطلاقه فأُطلق في أَواخر ذي الحجة.

وقبض الناصر على جماعةٍ من الأُمراء والمماليك فوُسّط بعضهم وشنق بعضهم، وذبح بحضرته مائة نفس من أَكابر الظاهرية، منهم جرباش نائب القدس ومغلباى ومحمد بن قجماس (١)، وبالغ في ذلك حتى إنه ركب مرة إلى الصَّعيد ورجع فأَمر الوالى بقتل عشرة من مماليكه تخلَّفوا عن الركوب معه، وعاد من الصَّيْد فمرّ بشارع (٢) القاهرة وهو بثياب جلوسه في دون المائة وهو يطفح سكرًا حتى يكاد أَن لا يشت على الفرس.

* * *

وفى أَواخر ربيع الأَول قُبض على أَحمد بن جمال الدين الأُستادار وعلى أَحمد وحمزة ولدَىْ أَخيه، وعلّى ناصر الدين أَخى جمال الدين وجماعةٍ من قرابتهم فعوقبوا وطولبوا بالأَموال، فمات ناصر الدين تحت العقوبة ولم يوجد له إلا شيء يسير.

واستُخرِج من أَحمد بن أَخيه (٣) ستة آلاف دينار، ثم خُنِق الأَحمدان وحمزة ليلة السادس عشر من جمادى الأُولى، وقتل الثلاثة ظلمًا.

* * *

وفى يوم السبت ثامن عشر شعبان كَتب عُلم الدين بن جُنَيْبَة - أُحدُ رؤساء الأَطباء للناصر ورقة دواءٍ مسهل، فأَمره أَن ينزل ويطوف على الأُمراء والمباشرين ويُعْلِمهُم أَن السلطان يشرب يوم الأحد مسهلا (٤)، فحمل كل منهم تقدمة (٥)، فحمل الوزير ألفي دنيار وأشياء كثيرة من المأكولات وكذلك ناظر الخاص لكن دونه في النقد، و [حمل] الأُستادار حتى المحتسب، وكان (٦) [هو] أَول من سنّ ذلك من ملوك مصر واستمرّ بعده في كلّ سنة عند دخول الورْد.

* * *


(١) في هـ "قشماس".
(٢) هكذا في ظ، وفى جميع نسخ المخطوطة، وربما كان المراد "بشوارع".
(٣) أي ابن أخي جمال الدين الأستادار.
(٤) "دواء" في هـ.
(٥) "نقدية" في ز.
(٦) أمامها في هامش ك "أي حوادث التقدمة في شرب الدوا".