للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي شهر رمضان نادى للمماليك بالأَمان وأَنهم عتقاءُ رمضان، فحضر (١) منهم جماعة تزيد على الثلاثين فحضروا لخدمته فوعدهم بالخير ووعدهم يوما أَن يخرج لهم خيولهم أو بدلها، فلما اجتمعوا أَمسكهم أَجمع، وجلس يوما آخر لتفرقة القرقلات فأَمسك منهم جماعة ثم ذُبحوا في شوال.

وفى هذه السنة غلا الزيت الحار إلى أَن بلغ الرطل تسعة.

* * *

وفى شوال توجّه النَّاصر إلى الإسكندرية وشنّ الغارات على الجهات البحرية فنُهِبت الأَغنام والخيل والجمال حيث وُجِدت، ودخل النَّاصر الإسكندريّة في ثامن عشر شوال، فقدم عليه مشايخ تروجة بتقادمهم فخلع عليهم ثم أَمسكهم وساقهم في الحديد واحتاط على أَموالهم، فهرب باقيهم إلى برقة ورجع [هو] إلى القاهرة.

وفي حال إقامته بالإسكندرية شكا إليه المغاربة أنه يؤخذ منهم ثُلْثُ أَموالهم في المكس ويؤخذ من الفرنج العُشر، فغضب من ذلك وأَمر أَن لا يؤخذ من المغاربة إلَّا العُشْر، فشكر المسلمون له ذلك فكانت من حسناته النادرة، وكانت حركته إلى الإسكندرية آخر سعده.

فلما قدم وصل إليه كتاب نوروز يعتذر عما بلغه عنه، وقرينُه محضرٌ آخرٌ فيه شهادة أربعين رجلًا بأَنَّه مقيم على الطاعة، فلم يلتفت الناصر لذلك.

وفى (٢) نصف ذى القعدة أَمَرَ (٣) الناصر أَن تكون الفلوس كل رطل بإثنى عشر درهمًا فغلقت الحوانيت، فغضب السلطان وأَمر مماليكه الجلبان بوضع السيف في العامّة، فضفع (٤) فيهم الأَمير الكبير وبقية الأُمراءِ وقَبض على جماعة وضُربوا بالمقارع، وقتل رجلًا وشنقه بسبب الفلوس، ثم انحلّ أَمر الفلوس بعد الفتنة (٥).


(١) "فظهر" في هـ.
(٢) العبارة من هنا حتى "بعد الفتنة" س ١٨ غير واردة في ك.
(٣) سيبين ابن حجر السبب في تحديد هذا السعر فيما بعد ص ٤٩٣، ص ٧ - ١٥.
(٤) في هـ "فشفع فيهم الأمراء فقبض على جماعة".
(٥) في هـ "النفقة".