للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ونودى في سادس (١) عشر ذي الحجة أَن يكون بستةٍ الرطلُ على العادة الأُولى.

وفى أَواخر الشهر ضَرب النَّاصر عنق أَحمد بن محمد الطبلاوى بيده، ثم استدعى بنت صُرُق - وهي إحدى زوجاته - (٢) فليحها بيده ولفَّها مع ابن الطبلاوي في بساطٍ وأَمر أَن يُدفنا في قبر واحد؛ وكان قد وُشِىَ بها أَنها تتنكرّ وتخرج من القلعة وننزل إلى ابن الطبلاوي المذكور.

* * *

وأَنفق النَّاصر نفقة السّفر وخرج الجاليش في سابع عشرى ذي القعدة، وخرج النَّاصر في الثامن من ذي الحجة وقد تباهي في ملابس عسكره، وجرّ ثلاثمائة جنيب بالسّروج المذهّبة الثقيلة وبعضُها مرصّع بالجوهر بالعبي الحرير والكنابيش الزركش والعرقيات (٣) الحرير واللَّجم المسقطة، ووراءَها ثلاثة آلاف فرسٍ ساقها جشارًا، وأَعقبها عَددٌ كبير من العَجَل التي تجرّها الأبقار وعليها آلات (٤) الحصار، وبعدها خزانة السلاح على أَلف جمل وخزانة المال محتوية على أَربعمائة أَلف دينار، والمطبخُ وفيه ثلاثون أَلف رأْسٍ من الغنم وكثير من البقر والجاموس، والحريمُ في سبع محفّات حتى بلغ عدّة الجمال التي تحمل جميع ذلك ثلاثة وعشرين أَلف جمل.

واستقر يَلْبُغا النَّاصرى نائب الغيبة، وأَسنيغا نائب القلعة، وكانت نفقة المماليك: كل واحد سبعين ناصريا، وصُرف للأَمير الكبير خمسة آلاف دينار، ومثلها لبكتمر ولغيرهما من الأُمراء الكبار لكل لكل واحد ثلاثة آلاف دينار.

ونحر النَّاصر الضحايا بالتربة الظاهرية: تربةِ أَبيه، ورحل من التربة بعد صلاة العصر من يوم الجمعة حادى عشر ذي الحجة في طالعٍ اختاره له الشيخ إبراهيم بن زقاعة، وسار


(١) ف هـ " سادس ذي الحجة".
(٢) كتب ناسخ ك تحت هذه الكلمة بخط دقيق جدا "أي الناصر".
(٣) كلمتا "العرقيات الحرير" ساقطتان من هـ.
(٤) في ك "آثار".