للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سمع معنا كثيرًا وكانت بيننا مودّة، وكان أُعجوبةَ زمانه في السّعى كثير الدهاء، دخل القاهرة مرارًا بسبب السّعى لأبيه في كتابة السرّ فكان غالبًا هو الغالب، وحّصل لنفسه في غضون ذلك كثيرًا من الوظائف والتداريس والأَنظار، وكان يتبرّأُ من التشيُع ويُتهم به، قال ابن حجيّ: "كان ديّنا صيّنا لا تُعرَف له صبوة وقد عُين لكتابة السرّ فلم يتَّفِقْ ذلك". مات في صفر بالطاعون وله سبع وثلاثون سنة.

٢٨ - محمد بن علي بن عمر بن علي بن محمد الدمشقي المعروف بابن الإربلى سبط ابن الشريشي؛ مات في المحرّم.

٢٩ - محمد بن محمد بن محمد بن محمد (١) بن يوسف الدمشتى، فتح الدين بن الشيخ شمس الدين بن الجزرى نزيل بلاد الروم ثم دمشق، باشر الأَتابكية (٢) بدمشق إلى أَن مات في صفر مطعونًا، وكان جيّد الذهن يستحضر كثيرًا من الفقه ويقرئ بالروايات ويخطب جيدا، وترجمه ابن حجيّ فقال: "كان ذكيًا جيّد الذهن يستحضر كثيرًا من الفقه ويقرئ بالروايات، أَخذ ذلك عن أَبيه وعن الشيخ صدقة [الضرير] وغيرهما، ومات في صفر مطعونًا ولم يكمل الأَربعين،؛ وقد رأَيْتُه بالقاهرة.

وهو والد صاحبنا الشيخ شمس الدين وعاش بعده دهرًا، وكان قد تسحّب من أَبيه لمّا توجّه إلى بلاد الروم، ثم حضر إلى القاهرة برسالة ابن عثمان بسبب المدرسة الصّلاحية وكانت مع والده، فوثبَ عليها بعده القمنى فنازعه، فتعصبّ للقمنى جماعةٌ فغلب ابن الجزري، فنازع جلال الدين بن أَبي البقاء في تدريس الأَنابكية ونظرها فلم يزل إلى أَن فوّضها له - بزعمه - بركة ثم تصالحا وفوّضها له باختياره، وباشرهما إلى أَن مات.


(١) في هامش هـ "الصواب في نسبه بعد محمد: ابن إبراهيم بن علي بن يوسف".
(٢) انظر النعيمي: الدارس في تاريخ المدارس ١/ ١٢٩، وعن الجزرى راجع نفس المرجع ١/ ١٣٦ - ١٣٧.