أَهل بلده، فقال لمّا رأى جنازته وقد صُلِّيَ عليها مع من حضر صلاة الجمعة:"يا رب اجعلنى مثله" فمات ليلة الجمعة المقبلة وصُلِّىَ عليه كما صُلِّىَ على صديقه، وعاش أَبو قاسم بعده مدّة.
٢٣ - قزدمر الحسنى، تقدّم في الحوادث.
٢٤ - محمد بن إسماعيل بن يوسف بن عثمان الحلبي، الشيخ شمس الدين الناسخ المقرئ، كان ديّنًا خيرًا يتعانى نسخ المصاحف مع المعرفة بالقراءات، أَخذ عن أَمين الدين بن السلَّار وغيره، وأَقرأَ الناس وانتفعوا به، وقد جاور بالحرمين نحو عشر سنين، ودخل اليمن فأَكرمه ملكها، وكان قد بلغ الغاية في حفظ القرآن بحيث أَنه يتلو ما شاء منه ويسمع في موضع آخر ويكتب في آخر من غير غلط، شوهد ذلك منه مرارًا. مات في ربيع الآخر وقد جاوز السبعين، وهو عمّ شرف الدين أَبي بكر الموقّع المعروف بابن النجمي.
٢٥ - محمد بن خليل بن محمد العُرضى، الشيخ شمس الدين الغزى، وُلد قبل سنة ستين، واشتغل بالفقه فمهر فيه إلى أَن فاق الأَقران، وصار يستحضر أَكثر المذهب مع المعرفة بالطب وغيره. مات في جمادى الأُولى.
٢٦ - محمد بن عبيد بن عبد الله البُشْكَالسي، زين الدين، كان أَبوه من أَعيان أَهل مذهبه وناب في الحكم وأَفتى، وحدّث عن عز الدين بن جماعة وغيره، ونشأَ ولده هذا ذكيا فاشتهر ذكره بالفضل، وكان يتعاشر مع جماعةٍ من الفضلاء فاتَّفق أنهم توجّهوا إلى شاطى النيل وركبوا شختُورًا فانقلبت (١) بهم.
٢٧ - محمد بن علي بن إبراهيم بن عدنان بن جعفر بن محمد بن عدنان بن جعفر الحسيني الشريف ناصر الدين ابن كاتب السرّ، كان فاضلًا ماهرًا في الأَنساب، كثير الاشتغال إلَّا أَنه جامد الذهن، وكان كثير التقشُّف لا يتعانى الملابس ولا المراكيب،