وفي السابع والعشرين من صفر أُعيد جلال الدين البلقيني إلى قضاء الشافعية بالقاهرة وعُزل الباعوني فكانت مدّته شهرًا: إسمًا بلا مباشرة، وصَرف نوروزُ ابنَ الأَدمى من كتابة السر وقرر البصروى، وصرف الحسبانى عن قضاء الشافعية بدمشق وقرر الإخنائي فتوجّه مع الحسبانى إلى وطاق الخليفة، فكتب له توقيعًا بخطابة الجامع ونظر الأَسرى ومشيخة السميساطية ونصف الناصرية، فَضَرَبَ نوروز على الخطابة وأبقاها الباعوني، ثم بَقّى نصف الناصرية مع شهاب الدين بن نقيب الأَشراف، ثم قرّر الباعوني في المشيخة فلم يتأَخَّر مع الحسباني سوى نظر الأَسْرى ثم انتُزِعَتْ منه.
* * *
وفي ثامن صفر وصلت الأَخبار إلى القاهرة - صحبةَ كزل - بما جرى للناصر وقرئت الكتب بذلك على المنابر، وكذَّب أَسنبغا الزرد كاش ذلك وأَراد إثارة فتنة، فساس يلبغا الناصري الأَمر حتّى سكن اضطرابه، ووصل كتاب الخليفة إليه أَن يسلم يلبغا القلعة فأَذعن وتوجّه إلى داره، وصدرت الكتب من الخليفة إلى الأُمراء والتركمان والعربان والعشير، ومفتتَحُها:"مِن عبد الله ووليّه الإمام المستعين (١) أَمير المؤمنين وخليفة رب العالمين وابن عمّ سيد المرسلين، المفترضة طاعته على الخلق أجمعين، أَعزَّ الله ببقائه الدين. إلى فلان".
وفى الثامن من ربيع الأَول توجّه الخليفة وشيخ ومن معهما إلى القاهرة فدخلوا في يوم الثلاثاء ثاني شهر ربيع الآخر بعد أَن تلقّاهم الناس إلى قطية وإلى الصالحية وإلى بلبيس، وحصَل للناس من الفرح بذلك مالا مزيد عليه ونادوا في الناس برفع المظالم والمكوس.
وفى سادس عشره توجّه نوروز من دمشق إلى حلب، وقرّر في نيابتها سودون الجلب فمات معه في حادى عشر ربيع الأَول، واستقر يشبك بن أَزدمر في نيابة طرابلس، وخرج نوروز من حلب وطلب دمراش فوصل إلى عينتاب فقطع دمرداش الفرات فرجع نوروز فوجد سودون الجلب قد مات، فقرّر في نيابة طرابلس طوخ ورجع إلى دمشق فدخلها في أَوائل رجب، وتوجّه أَلطنبغا القرمشي نائبًا على صفد.