للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيه ضَرب نوروز الدراهم الخالصة زنة الواحد نصف درهم والدينار بثلاثين منه وفرح الناس بها، وكانت معاملاتهم قد فسدت بالدراهم المغشوشة النوروزية فكان ضربها (١) قديمًا في كل درهم عُشْرُهُ فضة وتسعة أَعشاره نحاس.

* * *

وفى شهر ربيع الأَول استقرّ الشيخ محب الدين محمد بن الأَشقر شرف الدين عثمان الرازي (٢) في مشيخة الخانقاه الناصرية بسرياقوس، وكان شيخها - شهاب (٣) الدين بن أَوحد - قد قام عليه الصوفية لما بلغهم خبر الملك الناصر لأَنه كان يستطيل عليهم لصحبته فآذوه ورموه بكل عظيمة وكان جديرًا بذلك؛ فخشي على نفسه منهم فبادر بالنزول عن الخانقاه المذكورة للمذكور (٤) لمعرفته بمحبّة الناس له لحسن سياسته، فأَمضى له يلبغا الناصري النزول واستقرّ بها، وخرج ابن أَوحد إلى ملاقاة معارفه من المصريين في العسكر، واستقرت قدم ابن الأَشقر في سرياقوس.

وكان قد تزوّج بنت البرهان المحلِّى - وهى أُخت زوجة الخليفة - فخرج إلى لقائه فتلقاه بإكرام وتعظيم.

وفي الثاني من ربيع الأَول دخل الخليفة القاهرة فشقها والأُمراءُ بين يديه، واستمر إلى القلعة فنزلها، ونزل شيخ الإصطبل بباب السلسلة، وكان شيخ يظن أَن الخليفة يتوجّه إلى بيته ويستعفى من السلطنة، فلما لم يفعل ذلك أَعْرَض عنه وأَبْقى له مَن يخدمه من حاشيته، واستقرّت الخدمة عند شيخ، وأَمْسَك أَسنبغا الزردكاش فادّهى عليه مُدَّعٍ بموجب القتل فقُتِل، وقبض على أَرغون وسودون الأَسندمرى وكمشيغا المزوّق وحبسهم (٥)، وقرَّر في نيابة الإسكندرية خليل الدشارى عوضا عن قطلوبغا الخليلي بحكم موته.


(١) في هـ "منه بها".
(٢) في هـ، ث "الكراوى".
(٣) إزاء هـ في هامش ث "إنما هو شمس الدين حفيده لأن الخانقاه لا تقر تولية أَحد صوفيتها".
(٤) إزاء هذا الخبر في هامش هـ: "أخبر في عز الدين عبد العزيز السنباطى أن ابن أوحد شئل عن سبب اختياره لابن الأشقر لها دون غيره فقال: لم أجد أحدا يقتص منه تخصصيه بها ليأخذ لى حقى من صوفيتها، وكان يتخذ منه ذلك فإن ابن الأشقر كان كالحية نعومة وملاسة ووثبًا، وحياته مثار الصوفية بها، على أَنه عامة أذل من اليهود".
(٥) ساقطة من هـ.