ثم قتل، وسكن كثير من الفتن بعد قتل هؤلاء الثلاثة، وكان دمرداش من قدماء الأمراء في هذا الوقت، أمر في زمن الظاهر وناب في عدة من البلاد وكان فصيحاً، وله في قلعة حلب آثار حسنة من الإصلاح بعد التخريب الذي وقع من اللنكية، وكان حسن الفهم قد جرب الأمور وحنكته التجارب، وكان من رجال العالم إلا أنه لم يكن ميمون النقيبة، وقد مضى كثير من أحواله في الحوادث.
وفيه - أعنى شهر رجب في أواخره - ثار بالناس السعال والنزلات والحميات وغيرها من الأمراض ولكنها كانت سليمة، وكذلك بدمشق، وغلا لذلك سعر السكر النبات حتى عز وجوده وكذا الزيت الحلو، وكان الطاعون ببلاد الروم وامتد إلى حلب وحماة.
وفي عاشر رمضان قرر ناصر الدين ابن العديم في قضاء الحنفية عوضاً عن صدر الدين ابن الآدمي بحكم موته.
وفي ثالث عشرة قرر قانباي في نيابة الشام، واستقر الطنبغا العثماني في وظيفة أمير أخور، وقرر إينال الصصلائي في نيابة حلب وسودون قراصقل في نيابة غزة.
وفي ثامن شوال قرر بدر الدين ابن محب الدين في نيابة الإسكندرية عوضاً عن خليل الدشاري وصرف من المشورة.
وفي ذي القعدة توجه السلطان إلى الربيع، فألزم التاج الوالي من بالقاهرة من ود والنصارى بحمل الخمور، فوزعت على الأسارى وغيرهم وكانت قضية فاحشة جداً،