وفي رجب تزوج إبراهيم بن المؤيد بنت الناصر التي كانت زوج بكتمر جلق، ودخل بها فوجدها بكراً وعمل له مهم كبير، وفيه عزل قرقماش عن نيابة الشام وقرر في نيابة صفد عوضاً عن الطنبغا القرمشي وأحضر القرمشي إلى القاهرة، وهرب قطلو أتابك الشام من نوروز إلى القاهرة، فأكرمه المؤيد وأمره تقدمة، وقرر تغرى بردى أخو قرقماش في نيابة غزة عوضاً عن الطنبغا العثماني.
وفي نصف رجب خرج نوروز إلى صفد فرحل قرقماش إلى الرملة ثم وصل إلى القاهرة، فأكرمه المؤيد وأقام أخوه بقطية، وكان من شأنهما وعادتهما أن لا يجتمعا بموضع واحد بل يكون أحدهما غائباً فإذا قبض على أخيه سعى هو في تخليصه.
فلما كان يوم السبت أول يوم من رمضان قدم دمرداش عمهما فأجل المؤيد مقدمه وخلع عليه، وكان قد تحير في أمره بعد هزيمته من حلب فأشار عليه أكبر أصحابه أن يتوجه إلى نوروز، وكان بعث ذهباً كثيراً والتمس منه أن يحضر، فلم يوافقهم لأجل حضور أجله، فركب في البحر إلى أن وصل إلى دمياط، ثم استأذن على المجيء إلى القاهرة فأذن له، فوصل فأكرمه المؤيد، وأرسل سابع رجب عسكراً مقدمهم قجقار القردمي وأظهر أنهم يريدون كبس عرب أكثر فيها أهل الفساد، وأسر م القبض على تغري بردى من قطيا، ثم استدعى دمرداش وابن أخيه قرقماش وجمع الأمراء في ليلة السبت ثامنه فأفطروا عنده، فلما انقضى السماط أمر بالقبض عليهما وبعثهما من ليلته إلى الإسكندرية، ثم قدم قجقار ومن معه وصحبتهم تغري بردى في العاشر منه فسجن بقلعة الجبل