للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي يوم السبت تاسع عشرى رجب عُقد مجلس بين يدى شيخ بسبب (١) مدرسة جمال الدين، وادّعى أَخوه شمس الدين على فتح الله كاتب السرّ أَنه واضعٌ يده عليها ظلمًا، فأَجاب بأَنها صارت للنَّاصر بوجْه شرعى وأَنَّه فوّض له النظر عليها، فبدر ابن الأَدمى فقال: "حكمْتُ بإعادتها إلى وقف جمال الدين وكذلك أَوقافها على ما كان جمال الدين وقَفها، وانفصل الأَمر على ذلك.

* * *

وفى رجب شكي أَخو جمال الدين الأُستادار وعاداته ما أَصابهم من الناصر وانتزاع أَوقافهم، فحكم صدر الدين بن الأَدمى بإبطال ما صنعه الناصر وبإعادة وقف جمال الدين على حاله، وصرف الفائض من الريع إلى ورثة جمال الدين. وكان فتح الله سعى في ضدّ فلم يجب سؤاله واتَّضع جانبه جدًّا، وسعى أَخو جمال الدين حينئذ فاستعاد البيبرسيّة بحكم أَنها كانت بيده وخرجَتْ عنه لعلاء الدين الحلبي ثم نزل عنها لكاتبه (٢)، فلم يزل أَخو جمال الدين يسعى إلى أَن اشترك معه في المشيخة، ثم انتزعها منه كلها في سنة ست عشرة ثم استعادها كاتب في سنة ثماني عشرة.

* * *

وفي مستهل شعبان - يوم الاثنين - بويع (٣) للأَمير شيخ بالسلطنة باتفاقٍ من أَهْل الحلّ والعقد - الذين حضروا - من الأُمراء والقضاة والمباشرين، ثم صعد إلى المقصر فجلس على تخت الملك وقَبَّل الأُمراء الأَرض وصافحه القضاة وأَصحاب الوظائف وقرّرهم على وظائفهم، وأَرسل إلى الخليفة ليشهد عليه بتفويض السلطنة الله على عادة من تقدّمه، فأَجاب بشرط أَن ينزل من القلعة إلى بيته، فلم يوافقه السلطان على النزول بل استنْظره أَياما. وتلقَّب السلطان "بالملك المؤيد" بعد أَن شاوره في ذلك فاختار هو هذا اللقب، وكنتُ حاضرًا في وظيفة إفتاء دار العدل، فاتفق أَنهم اختلفوا في تكنيسته فقلت: "الذي يوافق التأْييد هو النصر"، فاتُّفِق على تكنيته "أَبا النصر"، وانفصل المجلس على ذلك.


(١) في هامش ث: "ورد الجمالية باسم جمال الدين".
(٢) يقصد ابن حجر بلتك نفسه.
(٣) في هامش ث: "سلطنة الملك المؤيد شيخ، رحمه الله تعالى".