للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

في وسط فتنة يلبغا الناصري ومنطاش فسماه أَبوه "بلغاق"، ثم سمّاه "فرجا"، وأُجلس على التخت في يوم الجمعة النصف الأَول من شوال سنة إحدى وثمانمائة وعمره عشر سنين وستة أشهر، وقد تقدمت أخباره في الحوادث.

٢٢ - قانباي قريب بيبرس ابن أُخت الظاهر، وكان من الأُمراء في دولة الناصر وكان مِمَّن عصى عليه فسجنه بالقلعة، فلما وصل الخبر إلى القاهرة بكسرة الناصر قتله أسنبغا نائب القلعة، ويقال إن الناصر كان قرر معه (١) ذلك.

٢٣ - محمد بن أَحمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن أَبي بكر الطبري، زينُ الدين أَبو الخير بن زين الدين أَبي الطاهر بن جمال الدين بن الحافظ محبّ الدين، سمع قليلًا من الفخر النورى (٢) وابن بنت سعد وابن جماعة والعلائي، وأَجاز له أَحمد بن على الجزرى، وله أَيضا إجازة من ابن القماح وابن غالى والمشتولى ونحوهم، ومن الحسن بن السديد، وابن جمال وابن الأَخوة وابن عبد الهادى والمزى وحفيد ابن عبد الدائم وغيرهم، وتفرّد بإجازة الجزرى بمكة، وحدّث بأَشياء كثيرة بالإجازة عن جماعة من المصريّين والشاميين، وبرع في العلم وعُرف بالمروءة. مات في رمضان (٣).

٢٤ - محمد بن أَحمد بن محمد بن علي بن سعيد بهاءُ الدين أَبو حامد بن أَبي الطيب بن بهاء الدين الأَنصاري بن إمام المشهد (٤)، وُلد سنة سبع وستين وسبعمائة، وأَحضره أَبوه وأَسمعه على بعض أَصحاب الفخر وابن القوّاس ونحوهم، وتوفى أَبوه وهو صغير فأَدّبه رجل أعمى وبرع مِن صباه، وكان صحيح الفهم ديّنا عاقلا، نشأَ نشأَةً حسنة


(١) أي مع أستبغا.
(٢) لعله الفخر عثمان بن عفان النورى. وهو وارد في الشذرات ٧/ ١١٣ وفي هـ باسم "القونوي".
(٣) أضافت نسخة ز بعد هذه الترجمة التالية وهى غير واردة في ظ، ولا في بقية النسخ، "محمد بن أحمد بن علي بن عمر سعد الدين الحبشى الجبرتي ملك المسلمين بالحبشة، أبو البركات، استقر بعد أخيه حتى الدين [محمد] واتسعت مملكته وكثرت جيوشه، ثم استمر على محاربة الحطي. وفى أيامه مات جده على، وكان حق الدين قد حبسه فأقام في الحبس نحو ثلاثين سنة، وكانت مدة مملكته نحو أربعين سنة. هكذا استفدته من بعض تعاليق شيخنا" ويلاحظ أن السخاوى ترجم له في الضوء اللامع ٧/ ٢٩ وقال: واستفدته من بعض تعاليق شيخنا ولم يذكره في إنبائه، نعم هو مذكور في سنة أربع وثمانى مائة من حوادثه"، ونقول إنه لا يستبعد أن يكون الصيرفي في أثناء نسخه لنسخة ز قد وقع على هذا التعليق الذي كتبه السخاوى فأدرجه في ترجمة هذه السنة.
(٤) رجحت شذرات الذهب ٧/ ١١٢ أنه يقصد بذلك "المشهد الشافعي" ولذلك عقبتها بكلمة "ظنا".