للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الغزى على المنهاج وضمّ إليه أَشياءَ من شرح الأَذرعى، وقد درّس بالركنية (١) والعذرواية والظاهرية والشامية".

١٨ - عبد الله بن محمد بن التقى بن الحنبلي، تقى الدين بن قاضي الشام عز الدين، درّس بعد أَبيه فلم ينجب، ثم ولى القضاءَ بعد الفتنة بطرابلس، مات في رمضان (٢).

١٩ - على بن محمد بن أَبي بكر العبدرى الشيبي الحجبي المكي، ولى حجابة البيت مرارًا، وكان حسن الخط حصل كتبا كثيرة بخطه.

٢٠ - عمر بن عبد الله الهندى، سراج الدين الفافا - بفاءين - كان كثير النطق بالفاء فلُقب بذلك، وكان عارفًا بالفقه والأُصول والعربية، أَقام بمكة أَزيد من أَربعين سنة فأَفاد الناس في هذه العلوم، ومات في ذى الحجة عن سبعين سنة.

٢١ - فرج (٣) بن برقوق بن أَنس، الناصر بن الظاهر، وُلد سنة إحدى وتسعين


(١) هذه المدارس الأربع من مدارس الشافعية بدمشق، أما الركنية الجوانية فهى من وقف ركن الدين منكورس عتيق سليمان العادلي، انظر عنها الدارس في تاريخ المدارس ١/ ٢٥٣ - ٢٥٧، وأما العذراوية فكانت بباب دار السعادة وهي من إنشاء الست عذراء بنت أَخي صلاح الدين المتوفى في سنة ٥٩٣ هـ ودفنت بها، انظر نفس المرجع ١/ ٣٧٣ وما بعدها؛ وأما الظاهرية فتطلق على اثنتين إحداهما تعرف بالجوانية وهى داخل بأبى الفرج والفراديس، وهى من إنشاء الظاهر بيبرس البندقداري، وجاء في الدارس في تاريخ المدارس ١/ ٣٤٨ حاشية رقم ٢ أنها أصبحت اليوم مقر دار الكتب الوطنية بدمشق، وأما الظاهرية البرانية فخارج باب النصر وهى من بناء الملك الظاهر الغازي بن صلاح الدين، انظر نفس المرجع ١/ ٣٤٠ - ٣٤٨؛ وأما الشامية فتطلق على اثنتين: البرانية من إنشاء والدة الملك الصالح إسماعيل، والجوانية وهى من إنشاء ست الشام بنت نجم الدين أيوب بن شادي، انظر الدارس في تاريخ المدارس ١/ ٢٧٧ - ٣٠٠، ٣٠١ - ٣١٣.
(٢) جاء بعد هذا في بعض النسخ ما يلى: "عبد الله الشريف الكاتب، كان اسمه طيبغا، تقدّم قريبا" ويقصد بذلك صاحب الترجمة رقم ١٥ ص ٥٢٨، ثم جاء في نسخة ز بعد هذا أَيضا: "على بن عبد الله العزولي البهائي الدمشق. ذكره المؤلف في معجمه" والظاهر أنها من وضع ناسخ ز، وهو على بن داود الجوهرى الصيرفي.
(٣) جاء التعليق التالي في هامش ث: "قال شيخ الإسلام قاضي القضاة بدر الدين العيني رحمه الله تعالى في ترجمة فرج: لم يكن مشكورا في سلطنته، كان مشتغلا بالملاهي وشرب الخمر واللواط وسائر المنكرات، وكان يحدث في مجلسه من الهزليات وكلمات الكفر ما لا يحصى ولا يوصف. وكان في أكثر أوقاته يستغرق نهاره خسة، ولم يكن واقفا عند الدين، وغير مواطب على الصلوات، وكان له عشرة من الأئمة بجوامك وغالب الأوقات ما كان يصلى بواحد منهم، وكان له جرأة عظيمة على سفك الدماء، فإنه في آخر أيامه سفكت يداه دماء كثيرة فلا جرم أن أخذه الله في الدنيا قبل الآخرة، وكان سبب فساد حاله أن بعض الأتراك احتاطوا على عقله وحسنوا له المصائب، فلما وقع في الشدة لم ينفعه أحد منهم، وهذا شأن الصحبة على المعصية. انتهى كلامه رحمه الله تعالى؛ وقال بعضهم: كان جريئا على سفك الدماء حتى بنفسه يباشر ذلك بيده، وهذا من أعظم الجرأة، وكان مجاهرًا بالمعاصي والمنكر يركب ويشق العصبية وهو طافح سكرا".