للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان يكتب حسنًا وينظم جيّدا، وكان يتعانَى الشهادة ولم يكن بالمحمود وكان مزّاحًا قليل التصَوُّن. مات في تاسع (١) شعبان وهو في عشر الثمانين.

٣٦ - موسى (٢) بن سعيد المصرى نزيل دمشق، شرف الدين بن البابا، كان أبوه يخدم ابنَ الملك بالحسينية ونشأ هُو على طريقتِه ثم اشتغل وكتب الخطّ الحسن، وشارك في الفنون مع التقلُّل والفقر والدّعوى العريضة في معرفة الطب والنجوم وغير ذلك، ثم اتَّصل بخدمة فتح الله [كاتب السرّ] فحصّل وظائف بدمشق وأثْرى وحسنت حاله وحجَّ، ثم رجع فمات في شعبان وله خمس وسبعون سنة. اجتمعْتُ به مرارًا وسمعْتُ من فوائده.

ووجدْت بخط الشيخ تقي الدين المقريزى عنه أنّه أخبره أنه جَرَّب مرارا أن مَن وضع شيئًا في مكان وزَمَّ نفسه منذ يضعه إلى أن يبعد عنه فإنَّ النحل (٣) لا يقربه.

٣٧ - و [مات] من الترك: سودون الجلب أحد مماليك الظاهر [برقوق] وكان من مثيرى الفتن، ولى نيابة الكرك مِن قِبل النَّاصر ثم استبد بها وأظهر العدْل، وفي الآخر أعْطَى نيابة حلب بعد قَتْل النَّاصر فمات من جراحة أصابَتْه برجْله في ربيع الآخر.

* * *


(١) الوارد في الضوء اللامع ١٠/ ٥٦٩ أنه مات "خامس" شعبانة.
(٢) نقل السخاوى في الضوء اللامع ج ١٠ رقم ٧٦٩ هذه الترجمة بنصها.
(٣) في الضوء اللامع، شرحه، وفى ث: "النمل" وفى هامش هـ بخط البقاعي: "جربت ذلك فوجدته غير صحيح".