للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال ابنه: وكان منفردًا في الرئاسة علمًا وعملًا في بلده وعصره، وغُرّةً في جبين دهره، ولى قضاءَ حلب ودمشق والقاهرة وقضاء الشام كله، وأخذ من العز الحاضري والبدر بن سلامة قلتُ: وابن قاضي شهبة وابن الأوزاعي بالشام وابن الهمام وابن التَّنسى والسقطي وابن عبيد الله بمصر.

وله ألفيَّة رجز تشتمل على عشرة علوم، وألفيّةٌ اختصر فيها "منظومة النّسفي "وضمّ إليها "مذهب أحمد"، وله تواليف أُخرى في الفقه والأُصول والتفسير (١).

٣٣ - محمد بن محمد بن محمد بن يوسف بن عليّ بن يوسف بن عَيّاش (٢) الجوخى الدمشقى التَّاجر، سمع من ابن الخبّاز وحدّث عنه "بجزء ابن عرفة"، وحضره أيضا على علي بن العز عمر (٣)؛ وكان ذا ثروةٍ واسعة ويحكى عنه غرائب من شُحّه، وكان أسَنَّ مِن أخيه أحمد المقرئ. مات في رمضان وقد جاوزَ السّنين (٤).

٣٤ - محمّد بن مسعود النَّحريري الشافعي نزيل مكة، أفادَ الطلبة بها في الفقْه.

٣٥ - مسعود (٥) بن عمر بن عمر بن محمود بن أيْمَان الأَنطاكي، شرفُ الدّين النحوى، نزيل دمشق قَدم إلى حلب وقد حصّل طرفًا صالحًا من العربية، ثم قدِم دمشق فأخذ من الصفدي وابن كثير و [الشهاب] العنَّابي والصدْر بن منصور؛ وتقدّم في العربية، وفاق في حُسْن التعلُّم حتى كان يشارط عليه إلى أجلٍ معلوم بجعل معلوم؛


(١) جاء بعد ذلك في ث: "قال العيني: غرم ابن الشحنة عشرة آلاف دينار على ما سمعه مسطره من لفظ الملك الناصر".
(٢) الضبط من الضوء اللامع ١٠/ ١٥.
(٣) هو عليّ بن العز عمر بن أحمد المعروف بالشروطى لمهارته في الشروط، وقد وصفه ابن حجر في الدرر الكامنة ٢/ ٢٨٢١ بأنه كان يستحضر أسماء الناس وتواريخهم، ونقل عن السبكي قوله عنه إنه "كان عديم النظير في معرفة الخطوط والشروط والمكاتيب الحكمية"، وكان موته في منتصف المحرم سنة ٧٤٩.
(٤) السبعين" في ث.
(٥) وردت هذه الترجمة في ز، هـ، باسم "مسعود" ولكنها في ظل باسم "محمود"، وقد ترجم له السخاوى في الضوء اللامع ١٠/ ٥٦٩ باسم "محمود" أيضا بعد أن نص على أن هذا هو اسمه الصحيح "وليس مسعودًا كما سماه ابن حجر"؛ ومعنى كلام السخاوى هذا أن هناك نسخة أخرى غير نسخة ظ كتبها ابن حجر ورجع إليها السخاوى وقد ذكره فيها باسم "مسعود" وعنها نقلت بقية النسخ. أما اسم "أيمان" المذكور في أجداده نوارد في شذرات الذهب ٧/ ١١٤ برسم "أنمار".