للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

انقطعت عنها، وأمر بردم الجبّ الذي كان من قبله يسجن فيه مَن يعصون عليه لما بلغه ما يقاسيه فيه مَن يسجن من المشقة، وأنشأَ فوقه طباقًا، وكان أبوه هو الذي أحدثه سنة إحدى وثمانين.

وفى سنة تسعٍ وعشرين منع الكتَّاب والعوام وبياض الناس من شراء المماليك الأتراك وألزمهم ببيْع ما عندهم منهم.

وفى سنة ثلاثين سقط من ظهر فرسه في الصيد فأقام موعوكًا أربعين يومًا، فلما عوفى توجّه آقبغا عبد الواحد بالبشارة إلى الشام بعافيته فيقال حصل له مائة ألف دينار، وحجّ في سنة اثنتين وثلاثين.

وفى سنة ستٍّ وثلاثين وقع الغلاءُ بمصر إلى أن بلغ الإردب خمسين درهمًا فقام في ذلك واهتمّ له وطلب نجم الدين محمد بن حسين الأَسعردى المحتسب وعلى بن حسين المرداني والى القاهرة فأَمرهما بضبط الغلال، وكتب إلى غزّة والشوبك والشام بحمل الغلال وأمر أن لا يباع القمح بأكثر من ثلاثين وشدّد على الأُمراء في بيْع ما في شونهم ثم فوّض الحسبة للضياء يوسف خطيب بيت الآبّار وندب معه شاد الدواوين فمشت الأحوال حتى قدم القمح الجديد.

وفى سنة سبعٍ وثلاثين ندب العساكر إلى بلاد الأرمن فملكوا مدينة أياس، وقدمت عليه رسل ملك الهند ورسل ملك الحبشة، قال منكلي بغا بن البابا: "لما حجّ الناصر رأيت منه تواضعًا زائدًا بحيث أنه منع حجّابه أن يمنعوا أحدًا أن يطوف معه"، وقال له القاضي بدر الدين بن جماعة المقصد تهوين ذلك عليه إن النبي طاف على جمل فقال له: "ومن أنا يا قاضى حتى أُشَبَّه بالنبي ، والله لا طُفْتُ إلّا مع الناس" وذكر أنه صلّى الجمعة وطاف طواف الوداع وركب إلى المدينة فصلّى بها الجمعة التي تليها وأقام بها يومَيْن حتى وَصل الركبُ، وكان وصوله في ثاني عشر المحرّم.

* * *