للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ثم قُتل، وسكن كثير من الفتن بعد قتْلِ هؤلاء الثلاثة، وكان دمرداش من قدماء الأُمراء في هذا الوقت: أُمِّرَ من زمن الظاهر وناب في عدّةٍ من البلاد مرارًا، وكان فصيحًا وله في قلعة حلب آثار حسنة من الإصلاح بعد التخريب الذي وقع من اللنكية، وكان حسن الفهم قد جرّب الأمور وحنَّكَتْه التجارب، اجتمعْتُ به وكان من رجال العالم إلا أنه لم يكن ميمون النقيبة؛ وقد مضى كثير من أحواله في الحوادث.

* * *

وفيه (١) - أعنى شهر رجب في أواخره - ثار بالناس السعال والنزلات والحمّيات وغيرها من الأمراض ولكنها كانت سليمة وكذلك بدمشق، وغلا سعر السكر النَّبات حتى عزَّ وجوده وكذلك الزيت الحلو؛ وكان الطاعون ببلاد الروم وامتد إلى حلب وحماة.

وفي (٢) عاشر رمضان قُرّر ناصر الدين بن العديم في قضاء الحنفية عوضًا عن صدر الدين الأدمى بحكم موته.

وفى ثالث عشره قرر قنباى في نيابة الشام، واستقر أَلطنبغا العثماني في وظيفة أمير آخور، وقرر إينال الصصلانى في نيابة حلب وسودون قراصقل في نيابة غزة.

وفى (٣) ثامن شوال قُرر بدر الدين بن محبّ الدين في نيابة الإسكندرية عوضًا عن خليل الجشارى وصُرف عن المشورة.

وفي ذي القعدة توجّه السلطان إلى الربيع فألزم التاجُ الوالى مَن بالقاهرة من اليهود النصارى بحمْل الخمور فوُزِّعت على الأسارى (٤) وغيرهم، وكانت قضيةً فاحشة جدًّا.


(١) أمام هذا الخير في هامش هـ: "مطلب: السعال والنزلات والحميات التي جرت بدمشق في سنة ........ في التعليق، وذكر في هذا التاريخ".
(٢) في هامش ث: "ولاية ناصر الدين بن العديم القضاء".
(٣) في هامش ث: "ولاية قانباى".
(٤) في ك "النصارى".