وفيه أُرسل الجاليش ومعه العسكر وفيهم نائب حلب إينال الصصلاني، ونائب الشام قانباى ونائب حماة تانى بك البجاسى، ونائب طرابلس سودون من عبد الرحمن، وطرباي نائب غزة ومعهم جمع كبير.
وفى سابع عشر ذي الحجة خُلع (١) المستعين من الخلافة وكانت مستمرة باسمه من يوم غُزل من السلطنة، فلما عزم المؤيد إلى الشام طلب داود بن المتوكّل بحضرة القضاة فأَلبس داود خلعة سوداء وأجلسه بينه وبين القاضي الشافعي البلقيني، وقرّره في الخلافة عوضًا أخيه المستعين ولقَّبَه "المعتضد".
وفى هذا الشهر قُرّر شمس الدين بن التبّانى في قضاء الحنفية بدمشق، وأُنْفق على المماليك السلطانية لكل نفر مائة دينار ناصرية.
وفى السابع والعشرين منه نُصب الخام السلطاني بالريدانية، وضُرب الوزير تاج الدين بن الهيصم بالإسطبل السلطاني وطيف به على جمل في الإسطبل منكَّسا إلى أن كاد يهلك ثم خلع عليه خلعة الرضا، وقدم فخر الدين الأُستادار من الصعيد - وقد أباد أهلَه - وصحبته من العبيد والإماءِ والذهب والحلى والسلاح والغلال ما يفوق الوصف، وشرع في رمى الأصناف التي أحضرها، فعظم البلاءُ به إلّا أنه على أهل الريف أكثر منه على أهل البلد.
* * *
وفيها في جمادى الآخرة دخل الشريف رميثة بن محمد بن عجلان مكة في جمْعٍ من أصحابه فأقاموا بها إلى الظهر ولم يُحدث شرًا، فدخل عمه عتبة وحسن بن عجلان في عسكره فاطمأن الناس.
وفيها مات من الأكابر: عمر بن السلطان المؤيد وله عشر سنين أو دونها، و [مات]
(١) في هامش ث: "خلع المستعين وخلافة داود المعتضد بالله".