للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٢ - إبراهيم (١) بن محمد بن بهادر بن عبد الله بن أحمد الغَزى المعروف بابن زُقَّاعَة - بضم الزَّاى وقد تُجْعل سينا مهملة وتشديد القاف - كان يدّعى أنه من بني نوفل بن عبد مناف، وأنه وُلد سنة خمس وأربعين وسبعمائة؛ سمعْتُ كلّا منهما من لفظه، وذكر لي من أثق به عنه غير ذلك في مولده، وكان أُعجوبة زمانه في معرفة الأَعيان واستحضار الحكايات والماجريات، مقتدرًا على النظم، عارفًا بالأوفاق وما يتعلَّق بعلم الحرف، مشاركا في القراءات والنجوم وطرف من الكيمياء، وقد عظَّمه الظاهر جدًّا ثم الناصر حتى كان لا يسافر إلَّا في الوقت الذي يحدّده له، ثم نقم عليه المؤيد ونالتْه منه محنةٌ يسيرةٌ في أوّل دولته، وشهد عليه عنده جماعة من الطواشيّة وغيرهم بأُمور منكرة فأغضى عنه.

وكان في بداية أمره قد تجرّد وتزهَّد وساح في الجبال ثم رجع إلى غزة. اجتمعتُ به غير مرة وأخذتُ عنه مِن نظمه، وأجازني قبل ذلك بالقاهرة؛ ثم سكن القاهرة من بعد سنة ثلاثٍ وثمانى مائة، وجاور في هذا العشر سنة بمكة، ونظمه كثيرٌ وغالبهُ وسط وينْدر له الجيد وفيه السفساف.

مات في العُشر الأَوسط من ذى الحجة بمنزله بمصر على شاطئ النيل ودُفن خارج باب النصر، وغلط مَن أرّخه سنة ثمانى عشرة (٢).

٣ - أحمد بن أبي بكر بن يوسف بن عبد القادر بن يوسف بن خليل بن مسعود (٣) ابن سعد الله الخليلي ثم الدّمشقيّ الحنبلي، وُلد سنة [ستٍّ (٤) وثلاثين وسبعمائة أو التي بعدها]


(١) في هامش ث: "ترجمة ابن زقاعة، رحمه الله تعالى".
(٢) إزاء هذا في هامش ز بخط الصيرفي "أرخه المقريزى في ثامن عشرى ذى الحجة سنة ١٦"، واكتفى الضوء اللامع ج ١ ص ١٣٠ بذكر الشهر والسنة دون تحديد اليوم نقلا عن ابن حجر في الإنباء.
(٣) "سعود" في ز.
(٤) فراغ في جميع النسخ والإضافة من الضوء اللامع ج ١ ص ٢٦٤.