للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثلاثة أرادب من القمح دينارًا واحدًا؛ هذا في البلد، وأمّا في الريف فكان. يصبح بالدينار الواحد أربعة أرادب وخمسةُ أرادب، وكثر حَمْل النّارنج حتى بيع كل مائة وعشر حبّات بدرهم واحد بندقيّ، ثمنه من الفلوس إثنا عشر.

وفى شوّال سُجن سودون الأسندمرى وقَصْرُوه وكمشبغا الفيسي وشاهين الزرد كاش، وأُحضر كمشبغا العيساوى من دمياط.

وفيه أمر المؤيّد بضرب الدراهم المؤيدية فشرع فيها، وكان ما سنذكره في السنة المقبلة.

وفيه جلس المؤيّد في الحكم بين الناس بالإسطبل واستمرَّ ذلك في يوم السبت والثلاثاء أوّل النهار. وفى يوم الجمعة - بعد الصلاة - كان يسمع الحكومة ويردُّها غالبًا إلى القضاة إذا كانت (١) شرعيّة.

وفي ليلة الخميس رابع عشر شوّال خُسف القمر وظلَّ مختفيًا قدْر أربع ساعات.

* * *

وفيه راجَتِ الدّراهم البندقيّة وحَسُن موقعها بين الناس وحضّ المؤيد الأُستادار وغيره من المباشرين على مصادرة أهل الظُّلم من البرددارية والرّسل والمتصرّفين وكانوا قد كثرُوا جدا في أيام جمال الدين يوسف وتزايدَت أموالهم بحيث أن واحدًا منهم يقال له "سعد" أنشأ ببركة (٢) الرّطلى دارًا صرف عليها نحو الخمسين (٣) ألف دينار، فمال عليهم ابن محبّ الدّين وصادر أكثرهم. واشتدّ المؤيّد - في جلوسه للحكم - على طائفة القبط وأسمعهم ما


(١) أمام هذا في هامش هـ بغير خط الناسخ "ليت شعرى ما فائدة هذا الشرط وهل شيء من الأحكام عن غير الشرع؟ لا يخفى أن بعض الأحكام تجور على العرف القائم".
(٢) أشار المقريزي في السلوك ١/ ٧٦٤ إلى أنها تسمى أيضا ببركة الطوابين، كما أشار في خططه ٢/ ٣٥٠ إلى أنها تعرف ببركة الحاجب، كما أنه جاء في نفس المرجع ٢/ ١٦٢ أنها من جملة أرض الطبالة وكانت تعرف ببركة الطوابين لعمل الطوب بها، وكانت في شرقيها زاوية لصانع يصنع الأرطال الحديد التي يزن بها الناس ومن ثم سميت ببركة الرطلى، وأصبحت بعد زمن قليل من أماكن اللهو والمتنزهات في القاهرة، ويخرج إليها الناس على الأخص يوم الجمعة والأحد، وقد أشار المرحوم محمد رمزي في تعليقه عليها في النجوم الزاهرة ١١/ ١٧١ حاشية رقم ١ إلى أنها كانت في المنطقة المحدودة بشارع الظاهر وأبي الريش.
(٣) في ك "عشرة آلاف دينار".