للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يكرهون، وضرب جماعةٌ منهم بالمقارع وحطَّ من قدْرهم، وأوقع التنكيل باليهود والنَّصارى حتى أُلزموا بحمل عشرين ألف دينار مصالحةً عما مضى من الجزية، واستقر زين الدين قاسم البشتكي في تحصيل ذلك منهم وفي نظر الجوالى.

وفى سلخ شوال أُضيفت حسبةُ القاهرة ومصر إلى التاج الوالى، وقُبض على منكلى بغا الحاجب المحتسب فوُكِّل به أيامًا ثم أطلق.

وفى أول ذي القعدة توجه السلطان إلى أوسيم (١) بالجيزة، ثم توجه إلى تروجة (٢)، وقَرّر كمشبغا العيساوي (٣) في كشف الوجه البحرى.

وفى شوال سعى القاضي ناصر الدين بن البارزى كاتب السرّ في إحضار القاضي علاء الدين بن المغلى قاضي حماة فأذن له فأُحْضِر في ذي القعدة، فوجد [ابن المغلى] السلطان في سفرة تروّجة فأقام عند كاتب السر إلى أن قدم السلطان، ثم كان ما سيأْتي ذكره في السنة المقبلة.

وفي هذه السنة كثير الوباءُ بكورة البهنسا (٤) فمات خلقٌ كثير.

وفي خامس ذي الحجة كان أمير الحاج - وهو جقمق الدويدار - قدْ مَنَع عبيد أهل مكة من حَمْل السلاح في الحرم، فاتَّفق أن واحدًا دخل ومعه سيفه ولم يسمع النداء فأحضروه إلى جقمق فقيَّده وضربه، فبلغ ذلك رفقَتَه فأرادوا إثارة الفتنة، فبادر جقمق فأَغلق أبواب المسجد وأدخل خيله فيه ومشاعِلِيَّتَه، فهجم عبيد مكة بالسِّلاح ركوبًا على الخيل إلى المسجد، فمشى إليه أهل الخير وأشاروا بإطلاق ذلك العَبْدِ تسكينًا للفتنة فأطلقه


(١) راجع عنها محمد رمزى: القاموس الجغرافي ق ٢ ج ٣ ص ٥٧.
(٢) أمامها في هامش ك بخط الناسخ "أي بدمنهور الوحش بالبحيرة" هذا وقد عرف بها القاموس الجغرافي للبلاد المصرية المندرسة، ق ١، ص ١٩٠ بأنها - بناء على ما ورد في معجم البلدان - من البلاد المصرية القديمة، وأنها كورة بالبحيرة من أعمال الإسكندرية، وقد اندثرت ومكانها اليوم كوم تروجة بمركز أبو المطامير.
(٣) في ك "الفليسي".
(٤) هناك أكثر من واحدة بهذا الاسم، غير أن البلدة المقصودة في المتن هي التي في مركز بني مزار، انظر عنها القاموس الجغرافي، ق ٢ ج ٣ ص ٢١١، ٢١٩.