للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فسكنت، وكان (١) الشريف حسن قد قام في إطفائها ومنع القواد من القتال بعد أن وقع بنهيم الشرّ، وحصل لبعض الحاج عند الدّفع من عرفة نهبٌ وجراح، وقتل في المعركة جماعةٌ ولم يحجّ أكثرُ أهل مكة خوفًا على أنفسهم.

وفيها مات يَعمر (٢) بنُ بهادر الذكرى من أمراء التركمان هو وولده بالطاعون في أوّل ذي القعدة.

وفيها تواقع قرا يوسف وشاه رخ بن تمرلنك ثم اصطلحا وتصاهرا.

وفي أواخر السنة عَيّد شاه رُخ عيد النَّحر بمدينة قزوين، وأرسل إلى قرا يوسف يلتمس منه أمورًا ذكرها، فكان ما سنذكره في العام الآتى.

* * *

وفيها مات - غير من تقدّم - من الأمراء: سليمان (٣) بن هبة الله بن جُماز بن منصور الحسينى مسجونًا في آخر ذى الحجة وقَدْ ولى إمرة المدينة مرة.

وفى أولها مات طوغان.

* * *

وفى هذه السنة جُددت مئذنة جامع الأزهر وكانت أُصْلِحَتْ في سنة ثمانمائة فكملت في هذه السنة، فأمر المؤيد بتجديد ما انهدم منها وأُعيدت بحجرٍ منحوت، وجُدِّدت تحتها بوابةٌ جديدةٌ وكتب عليها اسم السلطان، وكان تكميل ذلك في أول السنة المقبلة.

* * *

وفيها أخل الفرنج سبتة، وكان السبب في ذلك أن أحمد بن سالم المريني نزل عنها لابن الأحمر صاحب غرناطة، فانتقل ما كان فيها من العدد والأسلحة والذخائر إلى غرناطة، ثم اتفقت الفتنة المقدّم ذكرها في سنة أربع عشرة بين السعيد وقريبه أبي سعيد إلى أن


(١) وردت هذه العبارة في هـ، ك على الصورة التالية "وقام الشريف حسن في إطفاء الفتنة".
(٢) في الأصول "يغمور" والتصحيح من الضوء اللامع ١٠/ ١١٢٧.
(٣) لم يكن إذ ذاك قد أكمل الأربعين، راجع الضوء اللامع ٣/ ١٠٢٢، ويلاحظ أن السخاوى يسميه "بن هبة بن جماز".