من حاله، مات راجعاً من الحج بالمدينة النبوية، ويقال إنه كان يتمنى ذلك، وقد غبطه الناس ببلوغ أمنيته في موطن منيته، وذلك في ذي الحجة، رحمه الله تعالى.
علي بن أحمد بن علي بن سالم، الزبيدي موفق الدين، أصله من مكة، ولد بها سنة سبع وأربعين، وعني بالعلم وبرع في الفقه والعربية، ودخل إلى مصر والشام وأخذ عن جماعة ثم رجع إلى مكة، وتحول إلى زبيد فمات بها في ذي القعدة.
قانباي كان من مماليك ... وتنقلت به الأحوال إلى أن قدم مع المؤيد في سنة خمس عشرة، واستقر دويداراً كبيراً ثم نقل إلى نيابة الشام كما تقدم في سنة سبع عشرة وثمانمائة ثم عصى كما في شرح الحوادث، فلما هزم هو ومن معه فر إلى شمالي حلب فنزل عند بعض التركمان فغدر به وأحضره إلى السلطان في رابع عشر شعبان، وكان حسن الصورة جميل الفعل، بنى برأس سويقة الغربي مدرسة، فقرر بها مدرسين للشافعية والحنفية، ووقف لها وقفاً جيداً.
محمد بن أحمد بن محمد بن جمعة بن مسلم الدمشقي الصالحي الحنفي عزيز الدين المعروف بابن خضر، ولد سنة اثنتين وسبعين وسبعمائة، واشتغل ومهر، وأذن له في الإفتاء، وناب في الحكم، وصار المنظور في أهل مذهبه بالشام، مات في شوال.