للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وخرج إِبراهيم ولدُ السلطان من القاهرة لملاقاة أَبيه في أَواخر ذي القعدة وصحبته كزل العجمي وغيره، ووصل السلطانُ إِلى سرياقوس في نصف ذى الحجّة فعمل هناك وقتًا حافلًا بالقراءِ والسّماع على العادة، ووَهب صوفيَّةَ الخانقاه شيئًا كثيرًا، وأَصبح في السادس عشر فنزَل الريدانية بكرةً ومَدَّ السّماط وخلع على مَن له عادة بذلك، وطلع القلعةَ من يوْمه، ونُودى مِن الغد بالأَمان وأَنْ لا يتكلم أَحدٌ في سعْر الغلال فإِن الأَسعار بيد الله، ومَن زاحم على الأَفران فُعِل به كذا و كذا، وتصدّى [السلطانُ] للنظر في أَمرْ القمح بنفْسه، وجهَّز مرجان (١) الخازندار وعبدَ الرحمن السمسار بمالٍ جزيل إِلى الصّعيد ليشتروا به قمحًا ويحضرونه بسرعة ليكثر بالقاهرة وتبطل المزاحمة على الخبز.

وانسلخت السنة والأَمْر على ذلك.

* * *

وفي خامس عشرى ذى الحجة استقر جقمق الدويدارُ دويدارًا كبيرًا عوضًا عن آقباى، واستقرّ يشبك دويدارًا ثانيا موضع جقمق.

وفى أَواخر السنة نودى على الذهب أَن تكون الهرجة بمائتين وخمسين بعد ما كان بلغ مائتين وثمانين، وشدّد السلطانُ في ذلك وتوعّد عليه، واستقر إِبراهيم - المعروف بخرز (٢) في ولاية القاهرة عوضًا عن التاج، ونُقل التاج إِلى أُستادارية الصحبة.

وفيها في صفر استقرّ رميثة (٣) بنُ محمّد بن محمد بن عجلان في إِمرة مكة عوضا عن عمّه حسن بن عجلان فلم يتهيأْ له الدخولُ إِلى مكة إلا مع الحجاج، فدخلها في ذي الحجة


(١) هو مرجان الزين الهندى المسلمى - بتشديد اللام - جعله المؤيد خزنداره ثم ناظر الخاص له.
(٢) هو إبراهيم بن عبد الله الشامى المهمندار ويلقب بخرز، ولى المهمندارية من ناحية المؤيد شيخ، هذا وقد أورده الضوء اللامع ج ١ ص ٧٢ براءين ولم يضبطه، وسيرد فيما بعد بضم الخاء والراء التي تليها نقلا عن نسخة إنباء الهند.
(٣) المعروف عنه أنه لم تحمد سيرته أثناء إمرته مكة مما أدى إلى عزله، وكان مقتله في وقعة مع بني إبراهيم في رجب سنة ٨٣٧.